ما لبثت الزوبعة الإعلامية التي أثارها المسلسل الكوميدي المثير للجدل «سيلفي» أن تنجلي، بعد أيام قضاها الفنان السعودي ناصر القصبي، بين التكفير من جانب الجماعات المتشددة من جهة، وتهديده بالقتل من طرف أنصار تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، لا سيما عندما تناول بأسلوب كوميدي ساخر في حلقة «بيضة الشيطان» الجرائم التي ارتكبها أفراد التنظيم الإرهابي بحق المدنيين العزل في العراق وسورية، وغيرهما من البلدان التي تخضع تحت سيطرة ما يسمى «الدولة الإسلامية»، حتى فتح «الدواعش» النار في جبهة أخرى، باتجاه «تورا بورا»، التي ظلت هادئة قبل أن يشعلها المدعو أبو بصير على موقع التواصل «تويتر» حيث غّرد مرات عديدة، محرضاً من خلالها أنصار التنظيم ليعدّوا ما استطاعوا من قوة لمهاجمة صنّاع وأبطال مسلسل «تورا بورا» منها قوله: «الأول انكشفت حقيقته! والثاني على ملمس الأفعى الناعمة بتشويه صورة المجاهدين، وحتى لا تكون فضيحة لهم اختاروا الجهاد في تورا بورا لتشويه صورتهّ! وفي تغريدة أخرى يقول: «المسلسل يتكلم عن شخص أراد إعادة ابنه من الجهاد، وبمجمله تشويه بمعنى الكلمة».وأردف أبو بصير مغرداً: «والله يا أخوه أن هذا المسلسل الخبيث» تورا_بورا» أشد وأفسد من سيلفي على نفوس العوام». وأضاف: «تعمدوا اختيار حقبة من الماضي (تورا بورا) وكأنهم يحكون عن قصة حقيقية وقعت! وحتى إن وقعت فهم يستغلونها لتضليل الشباب عن الجهاد». من جهته قال مخرج مسلسل «تورا بورا» وليد العوضي في تصريح خاص لقناة الراي الكويتية الباثة للمسلس «إن الكويت باقية، و(أبو بصير) ومن على طرازه هم في زوال لا محالة»، مشيراً إلى أن طيور الظلام، لن تستطيع تكميم أصوات الحق سواء من خلال التكفير أو الترهيب. ومضى العوضي بالقول: «فريق العمل بأكمله جاهز للرد في الحلقات المقبلة من المسلسل بضربات موجعة وفي الصميم على (أبو بصير) وغيره ممن لم يتذوقوا قط طعم الديموقراطية لأنهم عاشوا في الكهوف والغرف المظلمة»، مبيناً أن فريق عمل «تورا بورا» ليسوا خائفين من تهديدات الجماعات المتطرفة، التي لا تعدو كونها ترهات لعمل «بروغاندا» إعلامية ليس إلا(، بعدما توارت الجماعات الإرهابية في خارطة الإعلام العربي الحر والديموقراطي الذي دأب على نبذ العنف والتطرف.. وأردف: «إذا لم نحارب الفكر التكفيري بكل حزم وقوة، فإن العواقب ستكون حتماً وخيمة، على الأبناء من النشء والشباب، ولاسيما المراهقين منهم»، مشدداً على ضرورة وقوف الدولة إلى جانب فريق عمل «تورا بورا» الذي يتصدى حالياً لأشرس غزو ثقافي، وخصوصاً ثقافة القتل غير المبرر، وقطع الرؤوس، وغيرها من الفظائع التي تحدث باسم الدين، والدين بريء منها. يذكر أن مسلسل «تورا بورا» يعرض يومياً على شاشة تلفزيون الكويت، وجاء العمل التلفزيوني بعد نجاح الفيلم السينمائي «تورا بورا»، الذي عرض في سوق الأفلام في مهرجان كان السينمائي وعلى الشاشة الفضية في الكويت العام 2011، حيث لاقى الفيلم وقتذاك نجاحاً كبيراً. ويحكي الفيلم قصة «أبو طارق» و»أم طارق?» في رحلة البحث عن ابنهما الصغير أحمد، الذي ترك الكويت مغادراً إلى أفغانستان، حيث إن الرحلة مليئة بالمخاطر، خصوصاً أنها في بلد مزقته الحروب والصراعات، أما المسلسل فيتناول قصة العائلة بعد رجوعها من أفغانستان وتدور الأحداث في الكويت، وتواجه العائلة عواقب انضمام ابنها الصغير للجماعات المتشددة في أفغانستان، كما يتحدث المسلسل عن ردود أفعال الأسرة على الموقف والتصرفات الخاطئة التي ارتكبها أحد أفراد الأسرة. وقد تم تصوير المسلسل على مدى ثلاثة أعوام بين الكويت والمغرب، ويضم نخبة من النجوم الكويتيين والخليجيين والعرب، وفي مقدمهم الفنان القدير سعد الفرج الذي يؤدي الشخصية الرئيسية في مسلسل «تورا بورا» الحائز على جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي في العام 2012 عن دوره في العمل ذاته. بتصرف عن «الراي» الكويتية