إن أول ما يلفت النظر في البرمجة التلفزيونية الوطنية لهذا الموسم الرمضاني، هو اعتماد القنوات التلفزيونية الرئيسية، في جانب مهم منها، على دراما تستمد مقوماتها وأحداثها من التراث الشفوي المغربي الغني و المتنوع، من قبيل مسلسل « حبال الريح» و» ربعة من ربعين « و»الخواسر» على القناة الثانية، و» تاريخنا فخرنا»، وألف ليلة وليلة».. على «ميدى 1 تي في».. وهي التفاتة يعتبرها الكثير من المتتبعين والمهتمين بشأن الدراما الوطنية جد مهمة، باعتبار ما ستقدمه من فرجة تلفزيونية مأمولة من منطلق ما يختزنه التراث الشفوي المغربي من حكايات وطرائف وأحداث .. وكتب التراث المغربي من أمثال وعبر وألغاز.. شكلت في ما مضى ومازالت مثار إعجاب وانبهار للمتفرج المغربي في ما يعرف ب ظاهرة « الحلقة» في العديد من الفضاءات و الساحات الشعبية بالمدن المغربية، حيث كانت هذه الأخيرة تستقطب المئات منهم يوميا للاستمتاع بمضامين حكاياتها وطرق وكيفيات سردها التي تعتمد على التشويق والإبهار.. بطرق جد بسيطة تقوم بالأساس على أسلوب الأداء الشفوي فقط لا غير.. إن هذا النوع من الدراما، بكل تأكيد، له عشاقه و» مريدوه».. ، والمأمول ، أن يشكل مكسبا كبيرا للمشهد الدرامي الوطني، بعد تجارب عديدة في إنتاج برامج الكوميديا و الدراما الاجتماعية.. وذلك إن تم توظيفها التوظيف السليم والهادف في خلق فرجة تلفزيونية حقيقية في هذا الشهير الفضيل، و قبل ذلك إعطاء صورة لامعة أخرى عن بعض الاجتهادات و»السواعد» المغربية التي تحمل همّ الرقي بمجال الدراما الوطنية قبل أي أهداف أخرى..