كتابة المشي في الغابة..تنسم صباح الغابة، كتابة من نوع آخر؛ كتابة تستنشق..تعاش..تدون في عميق الروح؛ كتابة تتيح لك أن تغوص في أعماق شخوصك الثاوية، فتحاور وتناقش، سيرتك..إيمانك..الأشياء معك، حولك... ونحن نمشي، نسلخ مسافتين..مسافة على الأرض، ومسافة فينا. كُن أنت لا هم، ولا غم..مرتاح البال. لتصل إلى هذه الحال، يجب..ويجب... أراك تفكر فيما يجب... فلا تنتظر مني أن أقول لك ما يجب..أبدا لا تنتظر؛ فلك حياة، وتجارب، وقدرات... ولك بصمة وجود تختلف عني تماما؛ أن تنطلق من نفسك، من تجربتك، من بصمتك.. نعم بصمتك..بالتأكيد بصمتك، فهي الكفيلة بأن توصلك إلى الراحة المشتهاة. فكن في غنى عني..عن أي أحد..لتكون أنت! تنزيه هل فكرت يوما أن تنسلخ عنك..أن تخرج منك وتراك؟ أن ترى كيف تمشي..كيف تنظر..كيف تتكلم؛ أن تراك كما ترى أي أحد سواك؟ فكر في الأمر..حاول أن تتخيلك..أن تتصورك.. غرابة أستدرج حمقي..أراوده عن حرف يكتبني..يفسرني! تعتريني خواطر وأفكار..تتسع عيني بغريب الكلام! تتبينني الغرابة..تطرق بابي أفتح، وأنقاد لها شبه عار بلا تردد، بلا استفسار، بلا انتظار.. تخطيت عتبتها، وأسدلت الستار!. ترتيل يحلو لي التسكع في الخلاء، خطوة على الأرض، وخطوة في رأسي! يحلو لي الخواء..لا حد لرؤية العين، ولا صوت نشاز يقطع تراتيل الروح ! أخرج..أتركني وأغادر..أفرغني مني، ومن كل رابط، وذكرى إنس! أجول بداخلي.أجوس بين ضلوعي.أرثق وأخيط أفكار وأحاسيس.أنظف وأشذب طيات وطويات..علني أنفلت من قبضة الإنسان. قبضة الظلم والطغيان! بسمة جرب أن تكتب وأنت تبتسم..ستخرج من مسام حرفك فراشات، تراها الأعين ترفرف بألوان الحب والفرح..نحو سماء الأمل. التذاذ أنصت لنغم في جسدي أفككه.. أتلذذ الكشف عن مستوراته يثملني يدهشني يتيح لي، أنا الغريب في نفسي، أن أراني وأتعرف إلي. غيمة .. شمعة رائحة كتب قديمة صمت اعتمالات بهيمة غيمة في الرأس قطرة مطر على زجاج النافذة كلب يشم يحك جلده يرقبني يتحاشى النظر إلي لو التقت عينانا لاكتشفنا سرا مفقودا!