فقدت الساحة الفنية ليلة الأربعاء ? الخميس الماضية إحدى العلامات المضيئة في سماء الفن الدرامي الوطني على مر عقود كرستها للرقي بهذا الإبداع الفني الإنساني رفقة زوجها الهرم الفنان القدير محمد حسن الجندي .. إنها الفنانة القدير فاطمة بن مزيان التي قضت بإحدى مصحات حي أكدال بالعاصمة الرباط بعد معاناة من مرض .. تعتبر الفنانة ? الممثلة فاطمة بن مزيان، ذات اللكنة المراكشية القحة و الصوت الجهوري المميز من جيل رواد المسرح، ولدت بالمدينة الحمراء مراكش سنة 1944 ، توجهت بمعية زوجها الفنان الكبير محمد حسن الجندي نحو العاصمة الرباط سنة 1958 للانضمام إلى فرقة التمثيل العربي التابعة آنذاك لمؤسسة دار الإذاعة والتلفزة تحت إدارة الأستاذ عبد الله شقرون، بعد بروزهما وتألقهما في العديد من الأعمال المسرحية المحلية.. لتنطلق بعد ذلك مسيرة التألق و بناء الكيان الشخصي المسرحي بكل ثقة في الإمكانيات.. تارة رفقة زوجها و تارة أخرى رفقة فرق مسرحية أخرى.. وهكذا، قدمت الراحلة وبرزت بكريزميتها المعهودة في العديد المسرحيات مثل "لالياتي بوان كوم" و"سعدي براجلي" و"هاك ورا" وكذاك في مجموعة من المسلسلات الإذاعية الاجتماعية والدينية والتاريخية والوطنية التي استأنست بها أذن المستمع المغربي في الحواضر و القرى، نذكر من بينها "العنترية" و"مدينة الكنوز" و"نهار الخميس" و"الهاربة"و"خالد بن الوليد" و"ابن سينا". كما كان للفقيدة بروز واضح في الكثير من الإنتاجات التلفزيونية لا تقل أهميتها عن أدوار الدراما الإذاعية من قبيل الشريط التلفزيوني "ولد مو" الذي أخرجه دواود اولاد السيد لفائدة القناة الثانية، والذي حازت من خلاله على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان اتحاد إذاعات و التلفزيون العربي بتونس، و الذي تقاسمت فيه دور البطولة مع الفنان الكوميدي عبد الله فركوس.. وتمكنت بواسطتها من أن تنقش اسمها في لائحة، ضمن آخرين رواد طبعا، ممن ساهموا في الرقي بصناعة الدراما الوطنية، وعلى ضوء ذلك، واعتراف بخدماتها، وتقديرا لعطاءاتها المتواصلة على مدى سنين كثيرة وبنفس طويل.. استطاعت أن تحظى بالعديد من الجوائز والتكريمات من بينها تكريم في مهرجان الرباط ومهرجان بينالي الدولي لمسارح العالم والمهرجان الوطني الرابع لمنتدى الشباب المغربي للألفية الثالث وغيرها.