قالت الحكومة التونسية إن قواتها قتلت تسعة إسلاميين متشددين بينهم قائد كبير خلال غارة في وقت متأخر من مساء أمس السبت وقبل ساعات من انطلاق مسيرة بمشاركة زعماء العالم تضامنا مع تونس بعد هجوم شن على متحف باردو في البلاد الشهر الجاري. ومن بين الزعماء المشاركين في المسيرة مع آلاف التونسيين الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند. وكان الهجوم على متحف باردو منذ أسبوعين أسفر عن سقوط 24 قتيلا هم 21 سائحا واثنان من المتشددين وشرطي تونسي. وقال رئيس الوزراء التونسي حبيب الصيد للصحفيين إن الغارة التي شنت في قفصة بجنوب تونس قتلت تسعة متشددين من كتيبة عقبة ابن نافع المحلية وبينهم المتشدد الجزائري خالد الشايب المعروف أيضا باسم لقمان أبو صخر الذي اتهمته تونس بالمساعدة في تدبير الهجوم على متحف باردو. وقال الصيد في مطار تونس حيث كان ينتظر لاستقبال الزعماء الزائرين إن القوات التونسية قتلت زعماء كتيبة عقبة ابن نافع المسؤولين عن العديد من الهجمات في الآونة الأخيرة مضيفا أن هذا رد واضح وقوي على الإرهاب بعد هجوم باردو. والهجوم على متحف باردو أحد أسوأ الهجمات في تاريخ تونس. وكانت تونس تفادت بشكل كبير وقوع أعمال عنف منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011 ووصفها المجتمع الدولي بأنها نموذج للانتقال الديمقراطي في انتفاضات الربيع العربي. وكان مكتب الرئيس الفرنسي أعلن السبت وفاة فرنسية رابعة متأثرة بإصابتها بعد هجوم متحف باردو في 18 مارس. ومن بين القتلى في الهجوم سياح يابانيون وبولنديون وأسبان وكولومبيون. وتقول الحكومة إن الهجوم كان يهدف إلى تدمير صناعة السياحة الحيوية في تونس والتي تمثل نحو سبعة بالمئة من اقتصاد البلاد. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم باردو غير أن الحكومة التونسية ألقت باللوم في الهجوم على كتيبة عقبة بن نافع التي لها قاعدة في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر. وكانت كتيبة عقبة بن نافع متحالفة من قبل مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لكنها أدلت بتصريحات غامضة أيضا عن موقفها تجاه تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر حاليا على مساحات شاسعة من الأراضي في سورياوالعراق. وشارك في مسيرة يوم الأحد أيضا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي مع زعماء بولندا وبلجيكا وليبيا والجزائر والسلطة الفلسطينية. وأرسل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رسالة تضامن. ووقع هجوم باردو في الوقت الذي تحاول فيه تونس كبح الإسلاميين المتشددين. وقالت الحكومة إن ثلاثة آلاف تونسي يقاتلون مع جماعات المتشددين في العراقوسوريا وليبيا وعاد المئات إلى البلاد مما يثير مخاوف من وقوع مزيد من الهجمات في الداخل. وتعتزم تونس أيضا الشروع في إصلاحات سياسية حساسة لخفض الإنفاق العام وتوفير وظائف.