«الديبلوماسية الثقافية في خدمة القضية الوطنية»، موضوع اللقاء التواصلي الذي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني للأدب والعلم الحديثة التأسيس، بتعاون مع المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات مساء الأربعاء 22 دجنبر 2010 بسلا، تميز هذا اللقاء الذي أدارت أشغاله عائشة بلعربي كاتبة الدولة السابقة في الخارجية والتعاون، بمداخلة قيمة لمحمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج حول دور مغاربة العالم في الدفاع القضية الوطنية والحفاظ على الهوية المغربية والاندماج في بلدان الإقامة. وأكد محمد عامر خلال هذا اللقاء الذي حضرته أجيال مختلفة تتمثل في بعض رموز الحركة الوطنية كأبو بكر القادري والنخب السياسية والمثقفة السلاوية، «أن المغرب اليوم في حاجة ماسة لوقت أكثر من مضى لصياغة مشروع وطني تتضافر فيه كل الجهود لكل القوى الحية بالبلاد، ويساهم فيه كل المغاربة و كل الطاقات والفعاليات سواء أكانت بالداخل أو الخارج هدفه الأساسي الواحد و الأوحد هو الدفاع عن القضية الوطنية والوحدة الترابية ورص الجبهة الداخلية، وتماسكها من اجل تكسير كل المحاولات اليائسة والمؤامرات المكشوفة التي تسعى للنيل من السيادة المغربية أو التشويش على المسار الديمقراطي و والحداثي الذي اختاره المغرب و لارجعة فيه». كما نبه عامرالى أن مسيرة الشعب المغربي الأخيرة بالدار البيضاء، كانت بمثابة رسالة واضحة وأعطت إشارات قوية على أن الضرورة والمنطق والتطورات الجديدة تستلزم منا تعبئة جديدة وأساليب حديثة، وتتطلب استنهاض جميع الهمم لكل مكونات الشعب المغربي وأبنائه في الوطن الأم أو مغاربة العالم الذي يناهز عددهم اليوم 4 ملايين مغربي لتحمل مسؤولية الدفاع عن القضية الوطنية، لأن الخصوم يشتعلون ليل نهار ودون توقف من أجل تغيير الحقائق وكسب تعاطف الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي، مذكرا في هذا الإطار بأن الجالية المغربية في السبعينات شكلت الدرع القوي والوافي للقضية الوطنية خاصة الطلبة منهم. وشدد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج على أن الثقافة هي العنصر الأساسي والوسيلة المثلى من اجل فهم الذات والحفاظ على هويتها، وتوطيد العلاقة مع الآخرين المبنية على الاحترام المتبادل من أجل ضمان الحقوق وأداء الواجبات،وبالتالي الاندماج في بلدان الإقامة، وهذا ليس فيه أي تعارض أو تناقض، بل العكس يقول عامر أننا نشتغل على كيف يمكن لمغاربة العالم أن يحافظوا على هويتهم وتاريخهم والارتباط بأصولهم ثم المساهمة في تنمية وطنهم والدفاع عن مصالحه العليا، وفي نفس الوقت الاندماج في بلدان الإقامة بكل ثقة وأمان. وأبرز محمد عامر، أن وزارته أعدت برنامجا ثقافيا طموحا سيساهم في عملية الاندماج للأجيال الجديدة والنخب المتعددة والمتنوعة التي تتكون منها الجالية المغربية اليوم، من أجل تسهيل عملية الاندماج وبعث الثقة في النفس وضمان إمكانية العيش مع الآخرين، وذلك بخلق مراكز ثقافية ستكون مراكز منفتحة ومتطورة وتشكل فضاءات للحوار، والتبادل ، وربط الجسور الثقافية مع الآخرين ثم التفاعل مع الجاليات الأخرى داخل دول الإقامة، «هذه المراكز الثقافية ليست لها أية أجندة سياسية كما كان سائدا في مراحل سابقة أو ما تقوم به حاليا بعض التيارات الفكرية أو الدينية تحت غطاءات وتغليفات ثقافية، فضلا عن الزيارات والجامعات الصيفية التي ننظمها لفائدة أبناء جاليتنا بالخارج داخل المغرب بشراكة مع الجامعات المغربية من أجل الاطلاع على تاريخ بلادهم والتعريف بالمسار الديمقراطي والحداثي الذي اختاره المغرب من أجل البناء والتقدم . «