احتجاج وتذمر يومي من طرف العديد من المواطنين حول المشاكل التي يتعرضون لها في مواقف السيارات بمدينة بني ملال. كلما اتجهت وفي أي شارع أو زقاق بالمدينة يعترضك شخص ببذلة أو بدونها يحمل دفترا صغيرا يطالبك بتأدية مقابل توقيف سيارتك. على جنبات الشوارع الكبيرة و الصغيرة، في كل ساحة، أمام المقاهي وخلفها، بجانب الإدارات والتجزئات السكنية والعمارات تجد الرجال و اليافعين وفي بعض الأماكن أطفالا يطلبون منك تأدية ثمن موقف السيارات، حتى يخيل إليك بأن أحدهم سيطالبك بتأدية مقابل ركن سيارتك بداخل مرأب منزلك ! فوضى عارمة لا يمكن فهمها، في كثير من الأحيان يتلقفك حارسان في نفس الوقت وفي نفس المكان. المشادة مع هؤلاء أصبحت منظرا يوميا مألوفا بالمدينة. منهم من يطالب بدرهمين و آخرون لايقبلون أقل من أربعة دراهم أو خمسة، وبعضهم يطالبك بمساعدة مالية فقط رغم أنه يحمل دفتر الأداء تتسلم مقابلها تذكرة بدون خاتم أو إسم مستغل الموقف. شارع محمد الخامس و شارع الحسن الثاني يضمان لوحدهما فقط أكثر من 70 حارسا لمواقف لا توجد عليها أية علامة للأداء. يجب عليك الأداء قبل الساعة الثامنة صباحا و بعد الثامنة ليلا و أيام السبت و الأحد و أيام العطل و الأعياد! إذا كنت ممن يستعمل السيارة كثيرا فعليك تخصيص غلاف مالي لركن سيارتك. بمدار عين أسردون لا حدود لأماكن الأداء، أينما أوقفت سيارتك يتلقفك حارس لم تره عند وصولك. شكايات متعددة قدمت للمجلس الجماعي والسلطات المحلية بدون جدوى. لا يمكن لأحد أن يطلع على من يستغل صفقة مواقف السيارات المبرمة مع المجلس الجماعي، لا يمكن الحصول على دفتر التحملات الخاص بهذه الصفقة وبالتالي لا يمكن معرفة تسعيرة الأداء و أوقات الأداء والمواقف المحددة للأداء. قلق يومي و مستمر ينتاب أصحاب السيارات بهذه المدينة الصغيرة. معضلة تنتج يوما بعد يوم ، مشاكل كثيرة تهم التجوال و الجولان بسبب تزايد عدد السيارات وضيق الطرقات والشوارع. فكيف يمكن تصور مدينة بني ملال بعد 10 أو 20 سنة مقبلة، خاصة و أن وتيرة توسيع المجال لا تساير وتيرة تزايد السكان و تزايد عدد السيارات و الآليات الأخرى؟