تم يوم الخميس 4 نونبر 2010 تنظيم اللقاء الأول حول الثقافة المغربية، الذي دعت إليه مجموعة من المثقفين، لتدارس الوضع الراهن للثقافة في المغرب، وذلك بالمركز الثقافي أكدال بالرباط. وبعد كلمة التقديم التي ألقاها الكاتب محمد برادة تمهيدا للقاء، تدخل الحاضرون مثمنين هذه المبادرة، ومبدين آراءهم في طريقة تنظيم الحوار على امتداد السنة. وأكدوا على دور الثقافة والمثقفين في بلورة قضايا الوطن وطموح المجتمع إلى تثبيت أسس الديموقراطية وحماية الإبداع. وإثر اللقاء، أصدر الناقد والكتاب محمد برادة، باسم المثقفين الداعين للحوار، بلاغا جاء فيه أنه: «في موضوع الأزمة الثقافية الراهنة، طرحت مقترحات متنوعة لتعميق التحليل، مع التطلع إلى أن تؤول سلسلة اللقاءات والحوارات المقبلة إلى تأسيس إطار وطني يمثل قيمة مضافة، ويسهم في بلورة القيم والمقترحات. وذكر المتدخلون بكون المسألة الثقافية تهم المجتمع كما تهم الدولة، ولا تنحصر مسؤوليتها في الوزارة الوصية، ومن تم ضرورة العمل على حماية مكتسبات الثقافة والمثقفين.» وحسب ذات البلاغ، فقد اتفق الحاضرون على أن يكون موعد اللقاء المقبل في نهاية شهر يناير القادم في موضوع «الاستراتيجية الثقافية الوطنية»، مثلما عبر الجميع عن ضرورة توسيع عدد المشاركين في الحوار، ابتداء من اللقاء المقبل. وقال الكاتب محمد برادة، الذي يمثل الجيل الأول من الكتاب المغاربة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اللقاء جاء نتيجة لوجود شعور مشترك بضرورة فتح حوار حول الوضع الثقافي في المغرب، بعد تحولات كثيرة آلت إلى ما وصفه بنوع من التعثر والتراجع في هذا المجال الحيوي، ومن الطبيعي أن يكون الحوار وسيلة لاستيعاب التحولات والتفكير في مجاوزة الأزمة». وأضاف أن «ما نتوخاه من هذه اللقاءات هو إسماع صوت المثقفين وتلافي سوء التفاهمات الناتجة عن غياب النقاش والحوار» وأشار إلى أن الجميع أدرك في ذات الآن. أن تحليل المسألة الثقافية، على الرغم مما كتب عنها، ما يزال يحتاج إلى مزيد من التفكير والتدقيق، ومن تم ضرورة تحديد محاور للقاءات المقبلة تلامس الأسئلة الجوهرية المتصلة بالحقل الثقافي، مضيفا أن المتحاورين اتفقوا على تحليل الوضع الراهن وشروط الإنتاج الثقافي واتصال ذلك بجيل المثقفين والمبدعين الجدد، كما شددوا على ضرورة التفكير في أسس استراتيجية للثقافة المغربية تجعل من هذا المجال حقلا للتغيير ولمتابعة كل التحولات من أجل مواجهة أسئلة الثقافة على المستويين المحلي والكوني. وقال إن الموضوع الثالث الذي يحتاج إلى تعميق التفكير فيه، هو علاقة الثقافي بالسياسي والجدلية بينهما، مشيرا إلى أن المتدخلين أضافوا جملة من المحاور ستوزع على المشاركين لإعداد أوراق تطرح الإشكاليات من منظور الحاضر والمستقبل. وكان مجموعة مجموعة من المثقفين المغاربة (أحمد بوزفور، عبد الصمد بلكبير ، شعيب حليفي، محمد الواكيرة ، محمد الطوزي، ادريس شويكة ، رشيد المومني، الميلودي شغموم ، حسان بورقية ومحمد برادة) قد دعوا لعقد هذا اللقاء الأول ووسموه ب«حوار حول الثقافة المغربية». وقد صرح الكاتب محمد برادة، في وقت سابق للاتحاد الاشتراكي، جوابا على سؤال حول أوجه الاتفاق والاختلاف مع مبادرات أخرى في نفس الأفق أعلن عنها مؤخرا، خاصة بعد الدورة الأخيرة لمعرض الكتاب بالبيضاء (نداء عبد اللطيف اللعبي، المرصد الوطني للثقافة...)، صرح برادة: «أظن أن المبادرات الأخرى تلتقي جميعها عند الشعور بضرورة الحوار والتحرك للخروج من حالة الصمت والمراقبة الحيادية ... جميع المثقفين والمبدعين يريدون أن تكون الثقافة حاضرة ومساهمة في تحليل الأوضاع ونقد الارتجال، والحرص على تعميق التفكير في تاريخنا الثقافي ورسم معالم تخرجنا من الهشاشة وتحمي المكتسبات الثقافية التي غالبا ما تحققت بفضل جهود وتضحيات المثقفين والمبدعين. لذلك أظن أن اختلاف طرائق العمل والحوار لا يحول دون توحيد النقاش في نهاية المطاف، لأن المسألة الثقافية مشتركة بين جميع المهتمين بالحقل الثقافي والنهوض بها مهمة وطنية تتخطى الاختلافات التفصيلية.»