حملت أول لائحة يعلنها إيريك غيريتس، مباشرة بعد تسلمه مهامه بشكل رسمي على رأس المنتخب الوطني المغربي، وجهين جديديان انتزعا الإشادة من طرف العديد من المتتبعين لمسارهما رفقة فريقيهما. فناصر الشاذلي، لاعب توينتي الهولندي، يعيش أزهى أيامه، في أول موسم له رفقة بطل هولندا، ويونس بلهندة، لاعب مونبولييه الفرنسي، قدم نفسه كواحد من المواهب الصاعدة في الدوري الفرنسي، لدرجة أن الكثير من الأصوات طالبت باستدعائه للمنتخب الفرنسي. وعاش إيريك غيريتس ضغطا كبيرا من طرف الإعلام البلجيكي، بعدما جالس كل من ناصر الشاذلي والمهدي كارسيلا، لدرجة اتهم خلالها بالخيانة، لأنه رجح كفة المنتخب المغربي، وبالتالي مصحلته الخاصة كمدرب للأسود، على مصلحة بلجيكا، التي كان منتخبها يعول على هذين الإسمين لحمل قميص الشياطين الحمر. وإذا كانت لائحة المنتخب الوطني الأولية استعدادا للمباراة الودية ضد إيرلندا الشمالية يوم 17 من الشهر الجاري ببلفاست، قد ضمت ناصر الشاذلي، فإن المهدي كارسيلا الذي حسم بشكل نهائي في اختياره المنتخب الوطني المغربي، لن يكون متواجدا ضمن لائحة الأسود، ما لم تسو وضعيته الإدارية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشكل نهائي، حيث يتعين القيام بعدة إجراءات، وتقديم وثائق إضافية تعزز موقف الجامعة المغربية. وكان هدف التقدم لصالح فريقه تونتي في مرمى بريمن الألماني في دوري أبطال أوروبا، ليلة الثلاثاء الماضي، أكبر استقبال من طرف الشاذلي لدعوة غيريتس، زكى به الصورة الجيدة والعروض القوية التي يقدمها مع بطل هولندا، الذي استعاد قمة الدوري بعد تغلبه في مباراة القمة في نهاية الأسبوع الماضي على أيندهوفن. وانطلق الشاذلي، المزداد بتاريخ 2 شتنبر 1989 في مداعبة كرة القدم مبكرا في بلجيكا بصغار فريق ستاندار دولييج، قبل أن يرحل إلى الدوري الهولندي، بعدما لفت أنظار فريق ماستريخت، الذي حمل به قميص الشبان، ثم انتقل في سنة 2007 لفريق أغووف أبيلدروم، الذي وقع له أول عقد احترافي في مشواره الكروي، حيث كان سنه لا يتعدى 18 سنة. وفي أول ظهور له لعب 65 دقيقة، في مباراة جمعت أغووف بفالفييك، برسم الدورة السادسة من بطولة الدرجة الثانية من الدوري الهولندي. وبعد ثلاثة مواسم ناجحة، أنهاها بتسجيل 17 هدفا لفريقه، رصدته أعين تونتي، ووقع له عقدا لمدة ثلاث سنوات يمتد إلى غاية 2013. ومع توينتي اكتشف الشاذلي أجواء دوري أبطال أوروبا في أول مباراة له ضد أنتير ميلانو الإيطالي، ثم ضد توتنهام الذي سجل بمرماه هدفا جميلا. وبعد خمس جولات من عصبة أبطال أروبا، بلغ ناصر المرمى ثلاث مرات، وقدم نفسه كلاعب بمؤهلات الكبار، وزاد من درجة الحسرة لدى البلجيكيين، بالنظر إلى إمكانياته العالية ومؤهلاته التقنية وذكاء لعبه. وبدوره يبقى يونس بلهندة مفاجأة سارة حملها الناخب الوطني الجديد للجماهير المغربية، التي تتطلع لعهد جديد يمحو أزمات السنوات الماضية، والتي تاهت خلالها الأسود في الأدغال الإفريقية، وعجزت عن التأهل حتى لكأس أمم إفريقيا. بلهندة أعلن بشكل صريح رفضه اللعب للمنتخب الفرنسي، وأعلن عن استجابته لنداء القلب وقبول تمثيل المغرب، رفقة زميليه بمونبولييه كريم أيت فانا وعبد الحميد الكوثري. ويعد يونس، المزداد يوم 25 فبراير 1990، أحد جواهر مركز تدريب مونبلييه، ويملك في رصيده لقبا واحدا بعد فوزه بكأس غامبارديلا سنة 2009. لقد خطا يونس، الذي هو واحد من ستة أطفال لأبوين مغربيين، خطواته الأولى بشوارع أفينيون، ثم حمل ألوان فريق غارد بأرمون، ثم ريمولان، قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول بأفينيون « أم سي جي»، كمدافع متأخر لفئة أقل من 13 سنة، وظهر بمستوي جيد جعل أعرق الأندية الفرنسية من قبيل أولمبيك مارسيليا، أولمبيك ليون، سانتيتيان، موناكو... تطلب وده، قبل أن يلتحق بمركز التكوين داخل فريق مونبولييه، الذي قضى به ست سنوات، تحول خلالها من مدافع إلى لاعب خط وسط، وقدم عطاء سخيا رفقة الفريق الرديف بدوري الهواة بالبطولة الفرنسية، وكان الفوز بكأس غامبارديلا سنة 2009، بعد الفوز في المباراة النهائية على نانت بهدفين دون مقابل. ومع قدوم المدرب ريني جيرارد لقيادة الفريق الأول لمونبولييه، وضع ثقته في اللاعب بلهندة، ووقع عقده الاحترافي الأول، وخاض أول مبارياته ضد باريس سان جيرمان في غشت 2009، في أولى مباريات الموسم، وانتزع خلالها يونس عبارات الإشادة والإطراء. ولعب في القسم الأول 33 مباراة، منها 19 لقاءكرسمي، وساهم في احتلال فريقه الرتبة الخامسة، التي خولته المشاركة في الدوري الأروبي. ويبقى أهم حدث في مشوار هذا اللاعب هو رفض اللعب للمنتخب الفرنسي واختيار المنتخب المغربي، تلبية لنداء القلب.