«أضحت منطقة بوسكورة نقطة سوداء بجهة الدارالبيضاء في ما يتعلق بالبناء العشوائي، متفوقة بكثير على الهراويين وغيرها» تقول مصادر مطلعة بالمنطقة، مضيفة أنها «تمتاز بتعدد نوعية هذه البناءات، فهي التي كانت إلى حدود سنوات قليلة ماضية ، تُعرف بغزو العشوائيات للعديد من الهكتارات، التي تجهل محتويات العديد منها، لكن لا يُجهل أربابها، انتشر بها اليوم البناء من الحجر والقصدير، كما كثرت الدواوير، وأصبحت بها كثافة سكانية يضرب لها ألف حساب»! فكيف نمت هذه الظاهرة ، ومن ساعد على انتشار البناءات العشوائية بهذا الشكل غير الخافي عن العين المجردة ؟ إن كل ما في الأمر ، حسب المصادر ذاتها ، أن هناك بعض أصحاب النفوذ هم الذين أرادوا هذا «الواقع» عبر استغلال مواقع التسيير الجماعي، والأمثلة كثيرة ولا تحتاج إلى توضيح ، فقط نسرد بعض الحقائق كإشارات جلية : فهذه بقعة أرضية تبلغ مساحتها ثلاثة هكتارات، جُزئت وبيعت بطريقة غير معترف بها ، خلال فترة المجلس السابق ، وتم غض الطرف ليتم بناء عشرات البيوت العشوائية فأصبح تجمعا سكنيا مهما ( 5000 مسكن عشوائي!!) أضحى قاطنوه يتوفرون على بطائق الانتخابات، ليصبح «أحدهم» ، في كل مناسبة انتخابية، قريبا من مقعد في الجماعة، تكفيه أصوات هذا الدوار ليعود لكرسي القرار من جديد؟ فكيف يُرجى القضاء نهائيا على دور الصفيح والبناء العشوائي مادام هذا البناء هو الطريقة الوحيدة للبعض للوصول إلى «دفة التسيير» الجماعي ، بل والتطلع إلى مقعد بإحدى غرفتي البرلمان ؟ هذا الوضع يطرح كذلك مسؤولية السلطة المحلية بهذه المنطقة ، إذ يتم « تفريخ» البناء العشوائي كل يوم ، ومع ذلك لا تحرك الجهات المعنية ساكنا ، اللهم بعض الحملات الموسمية التي لا تصل حد التصدي «الصارم » لبعض أباطرة هذا النوع من البناء ، الذين يبقون في منأى عن كل « إزعاج» ؟! « إن الوضعية ببوسكورة تحتاج إلى أن تبادر السلطات المعنية والوزارات الوصية بفتح تحقيق نزيه وشفاف ، لمعرفة الأسماء المتحكمة والمستفيدة من تزايد هذه الآفة ذات التداعيات الكبيرة» تؤكد فعاليات جمعوية مهتمة بمجال التعمير بالمنطقة . إن كارثة البناء العشوائي ببوسكورة ترافقها العديد من المظاهر السلبية ، فأكوام الازبال منتشرة بكل مكان، ومجاري المياه العادمة بارزة للعيان ، مع ما يعنيه ذلك من نتائج على المستوى الصحي ، كما أن الإنارة العمومية شبه المنعدمة، تساهم في انتشار استهلاك جميع أنواع المخدرات ، وبالتالي تزايد السلوكات الإجرامية المتعددة الأوجه ( سرقة ، اعتراض سبيل المارة ، اغتصاب ، اعتداء بالسلاح الأبيض.. ) في أكثر من دوار من هذه الدواوير العشوائية ، والتي تنشر أجواء من الرعب وعدم الإطمئنان.