قال مولاي حفيظ العلمي إن التسديد الفوري للقرض الذي حصل عليه من صندوق التضامن لشركات التأمين والبالغة قيمته 800 مليون درهم، لم يكن واردا حين تمت المصادقة على عملية الاندماج بين شركتي سينيا والسعادة، وأن هذه العملية ، التي اعتبرها عملية انقاذ كلفته خسارة 2.1 مليار درهم عبارة عن متأخرات مستحقة للدولة. وأضاف العلمي خلال مؤتمر صحفي عقده أول أمس أنه لم يكن مستعدا لخسارة هذا المبلغ وإضافة تسديد قرض بهذه القيمة في سبيل انقاذ شركة كانت قاب قوسين من الافلاس، مضيفا أن لا شيئ في عقد الدين الذي منحه له صندوق تضامن شركات التأمين ، والذي قال أنه أنشئ لحماية شركات التأمين من الافلاس وبأموال هذه الشركات وليس بأموال عمومية، يجبره على الامثتال لقانون ميتافيزيقي ليس متضمنا في عقد الدين. غير أن مراقبين اعتبروا أن من صلاحية وزير الاقتصاد والمالية إجبار الملياردير العلمي على الاداء الفوري للدين في حالة ما تبين له أن المستفيد من الدين أخل بواحد أو أكثر من البنود التي التزم بها عند توقيع العقد. (والذي تم في 2007) ، وهو نفس ما جاء في الصفحة 317 من المذكرة الاخبارية للولوج إلى البورصة. وكان مجلس أخلاقيات القيم المنقولة قد صادق يوم الثلاثاء على منح شركة التأمينات سينيا السعادة، تأشيرته لولوج السوق المالي من خلال طرح خمسة عشر في المائة من أسهم الشركة للاكتتاب ببورصة الدار البيضاء، وتتكون الأسهم المطروحة للبيع من 13,65 في المائة من أسهم صندوق «كازام» المملوك للملياردير السعودي الوليد بن طلال فيما تتكون 3.5 من المائة من الاسهم المتبقية من حصتي مجموعة سانام فينانس وساهم القابضة المملوكتين لمولاي حفيظ العلمي، وقد بلغ الحجم الإجمالي لهذه الصفقة 144,7 مليون درهم، موزعة على 117,531 سهما بسعر 1044 درهما للسهم. وستتم هذه العملية بين يومي 2 و5 نونبر القادم. وسيستفيد موضفو ومستخدمو الشركة المدرجة من حق الاكتتاب في حصة 80.7 مليون درهم فيما سيمنع المساهمون الحاملون لأكثر من 5 في المائة من أسهم الشركة من الاكتات في عملية الادراج التي تعد الثانية من نوعها التي تشهدها بورصة الدارالبيضاء هذه السنة بعد الادراج الذي قامت به الشركة التونسية للنقل قبل أشهر. وبعد تقييم اسهم سنيا السعادة ب 1044 درهما للسهم تصبح قيمة الشركة 4.3 مليار درهم ، وهو ما سيؤمن لهذه العملية الاقبال الكافي لإنجاحها من طرف المكتتبين. ومن المتوقع أن تضفي هذه العملية بعض الانتعاش في السوق المالي للدارالبيضاء وتمنح للفاعلين بها فرصة للاستثمار في عملية جديدة خصوصا بعدما تم تأجيل طرح 8 في المائة من أسهم اتصالات المغرب التي كانت منتظرة في وقت سابق من العام الجاري.