في إطار برامجها التكوينية برسم الموسم الدراسي 2010-2011، واستعدادا للامتحانات المهنية أكتوبر 2010 ،نظم فرع الصويرة للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل بدعم من الفرع المحلي لجمعية الشعلة للتربية والثقافة أياما تكوينية لفائدة نساء ورجال التعليم خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 17 أكتوبر بمركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي. وقد استهل هذا البرنامج التكويني بكلمة للأخ لحسن أوتغيت، النائب الثاني لكاتب الفرع، ركز خلالها على الأهمية الخاصة التي يحضى بها التكوين داخل مخطط العمل السنوي لفرع الصويرة الذي وضع تصورا متكاملا للعمل من خلال إرساء مجموعة من اللجان الموضوعاتية التي تتوزع إلى التنظيمي،التربوي والثقافي،التواصل والنشر،التكوين ثم المرأة، تبقى مفتوحة في وجه جميع منخرطات ومنخرطي الفرع الذين سيلتئمون في إطار مجلس فرع موسع يوم الأربعاء 27 أكتوبر 2010 قصد مناقشة والمصادقة على برنامج العمل السنوي، هيكلة اللجان الموضوعاتية ووضع برنامج العمل السنوي الخاص بكل لجنة ، الشيء الذي سيفضي في نهاية المطاف إلى تسطير برنامج عمل تركيبي، متكامل ومندمج من إنتاج مجموع المنخرطين والمناضلين الذين يتقاسمون مسؤولية إرساء الدينامكيية الجديدة التي تعرفها النقابة الوطنية للتعليم بالصويرة في أفق مأسسة العمل وعقلنته،وإنتاج عمل نقابي ملتزم في إطار نقابة مواطنة حداثية ومنفتحة تشكل قوة اقتراحية قادرة على الخلق والإبداع. فالعمل النقابي الحقيقي ، يضيف لحسن اوتغيت، لا يختزل في التعيينات والحركة الانتقالية على أهميتها الاجتماعية، بل يتعدى ذلك إلى مساءلة جميع مكونات المنظومة التربوية من حيث المناهج والبرامج والمضامين ووسائل العمل ومدى احترام متطلبات التنمية المستدامة واستحضار المواثيق الدولية ومقاربة النوع الاجتماعي ومدى قدرة المدرسة العمومية على ترسيخ قيم المواطنة والحقوق والاعتدال وإنتاج مواطن قادر على مواجهة تحديات الألفية الثالثة. كل ذلك بالموازاة مع محاربة جميع أشكال الإسفاف والابتذال وعلى رأسها ظاهرة الريع النضالي التي باتت تهدد العمل النقابي الحقيقي الذي ينبني على مبادئ الالتزام والمسؤولية ونكران الذات. أول اللقاءات التكوينية تمحور حول « تدبير أنشطة المعالجة» من تاطير نور الدين خير الله أستاذ مادة علوم التربية بمركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي بالصويرة، والذي تناول خطوات التعامل مع الأخطاء ، مصادر الخطأ ، طرح الفرضيات وصولا إلى استراتجيات المعالجة. . فمعالجة الخطأ تتم حسب خير الله بطريقة بعدية ،وتبنى على بيانات ومعلومات يستخرجها المصحح من منتوج المتعلم ليقترح حلولا قصد تجاوز الخلل الذي يعيق نماء الكفاية لدى المتعلم أو مجموعة من المتعلمين،وبالتالي فإن استثمار أخطاء المتعلم من منظور علاجي لا يمكن أن يتم إلا إذا كان مسبوقا بعمل تشخيصي ، تحدد من خلاله الثغرات والصعوبات . وبالتالي يمكن القول أن استثمار الأخطاء يرتكز على مرحلة ملاحظة الأخطاء ،مرحلة وصف الأخطاء ،ثم البحث عن مصادر الخطأ الذي يعتبر عملا تقنيا للتصحيح ينبغي الحرص فيه على القيام بعملية الرصد من خلال السياق. كما ينبغي الاحتراس فيه من الشجرة التي تخفي الغابة ، فقد يحدث أن نتوقف عند الأخطاء الإملائية والتركيبية في حين أن الخطأ الكبير والذي ينبغي أن يسترعي الاهتمام هو عدم الانسجام العام للنص مع الخطة العلاجية ويرى بروسو أن ثمة أربعة مصادر كبرى للخطأ :مصدر نمائي حين نطالب التلميذ بمجهود يتعدى قدراته في مرحلة النمو التي يوجد بها ، مصدر إبستمولوجي حين تكون صعوبة المفهوم في حد ذاتها سببا في وقوع التلميذ في الخطأ ،مصدر تعليمي مرتبط بالطريقة المتبعة من طرف المدرس التي تضع التلميذ في الخطأ وأخيرا مصدر تعاقدي لكون عدم التصريح بما ينتظره المدرس من التلميذ قد يجر هذا الأخير للخطأ.ويرى نور الدين خير الله أن عوامل الخطأ تكون إما ذاتية بسبب ،بنيات التلميذ المعرفية. او مرتبطة بحوافز التلميذ و بحالته العاطفية ، أو لغياب التقويم الذاتي وعدم اللجوء إلى طرائق ميتا- معرفية. كما قد تكون العوامل خارجية اعتبارا للكيفية التي تمت بها بنينة أنشطة التعلم. ، أو ارتباطا بجودة التعلمات ? طغيان الجانب النظري على التعليم، صعوبات النطق لدى المدرس...?. أو بسبب هيمنة أسلوب معرفي واحد في الفصل ? بصري، سمعي، حركي ?. أو لطبيعة تجاوب التلميذ ?فشل، إزعاج...?. أو بسبب انعدام الإثارة في الوسط العائلي. وبالتالي فالمعالجة قد تكون إما بالتغذية.الراجعة ، بالتكرار، أو الأعمال التكميلية. ، باعتماد إستراتيجية تعلمية جديدة. أو إجراء تغييرات في العوامل الأساسية. وقد خلص نور الدين خير الله إلى أهمية الخطأ في مسار التعلم استنادا إلى مقولة باشلار ? إننا نتعلم على أنقاض المعرفة السابقة ، أي بهدم المعارف التي لم نحسن بناءها .. لذلك وجب على المربين أن يعلموا التلاميذ اعتمادا على هدم أخطائهم ? فالخطأ حسب ادغار موران، يكمن في عدم تقدير أهمية الخطأ . كما كان نساء ورجال التعليم على موعد مع ثلاث لقاءات تكوينية أخرى من تأطير عمر أوكان، مفتش مادة اللغة العربية بالثانوي التأهيلي وكاتب، تمحورت حول « الأسس المرجعية للمخطط الاستعجالي»، « التربية و استبدالاتها» ثم « آليات تحليل النص التربوي». حيث عمل عمر أوكان من خلال الموضوع الأول على توضيح الأسس التي أنبنى عليها المخطط الاستعجالي بداية بتقرير الخمسينية وتقرير المجلس الاعلي للتعليم ثم تقرير البنك الدولي معددا مختلف المشاريع التي يحتويها المخطط ومجالات تدخلها. أما في مداخلته حول « التربية واستبدالاتها» فقد اشتغل عمر أوكان على الجانب المفاهيمي ( البيداغوجيا ? التربية - الديداكتيك ...) بهدف رفع كل لبس أو خلط بين مختلف المفاهيم ذات الصلة بالحقل المعرفي واللغوي للتربية. ليختتم البرنامج التكويني بحصة تكوينية حول آليات تحليل النص التربوي بقصد تمكين المرشحين للامتحانات المهنية من الآليات والمبادئ الأساسية لتحليل النص التربوي.