احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، مساء الاثنين الماضي، ندوة فكرية في موضوع «ابن بطوطة وليون الافريقي: رحالة مغاربة في صحراء الساحل» تم خلالها تسليط الضوء على هذين الرحالتين المغربيين ودورهما في التعريف بمنطقة الساحل الافريقي. وأكدت الندوة، التي نظمتها سفارة مصر بالرباط بتعاون مع وزارة الثقافة، على الأهمية التي يكتسيها كل من الرحالتين ابن بطوطة والحسن الوزان المعروف ب»ليون الافريقي»في الفكر العربي والاسلامي والدور الذي اضطلعا به في التعريف، على الخصوص ببلدان ومجتمعات الساحل الافريقي خلال العصور الوسطى. كما أبرزت القيمة الجغرافية والتاريخية والسوسيو-ثقافية التي تتضمنها مؤلفات الرجلين عن الأمصار والبلدان التي شكلت محطات بارزة في مسار رحلتيهما الاستكشافية التي أماطت اللثام عن مجاهل إفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذا الاطار، توقف الاستاذان برترون هيرتش وفرانسوا كزافيي، المؤرخين والمختصين في تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء، عند المسار الطويل لرحلة كل من ابن بطوطة والحسن الوزان، واعتبرا نتاجهما الأدبي والفكري «ثروة» لا تنضب من المعارف والمعلومات شملت مختلف المجالات. واعتبرا أن الرحالتين المغربيين ليسا أقل شأنا من الرحالة ماركو بولو أشهر رحالة العالم في العصور الوسطى، فقد كانا رجلين استثنائيين خرجا في مغامراتهما إلى أراض بعيدة مجهولة واستكشفا أرجاء مثيرة من العالم في أسفارهما الطويلة التي جابت الآفاق، وكشفت أوجه الحياة خلال تلك الحقبة من العصور الوسطى. وأكدا أن مؤلفي «الرحلة» و»وصف إفريقا» ساهما بشكل كبير في نقل ثقافات وعادات شعوب مختلفة، مضيفين أنهما يسلطان الضوء على البحث الجغرافي، ويشكلان «سبقا مغربيا في مجال الاكتشافات» و»حالة فريدة» من التواصل بين المغرب وبلدان افريقيا. وأبرزا ما امتاز به هذين الكتابين من دقة في الوصف الجغرافي للأماكن التي شملتها رحلة صاحبيها، مضيفين أن المعلومات الجغرافية الوصفية والسكانية، ومعرفة المسالك وطرق القوافل البرية كانت ذات أهمية بالغة بالنسبة للرحالتين. وأشارا إلى الأثر الذي خلفاه لدى الرحالة والعلماء الأوروبيين منذ القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر حيث شكلت رحلتا ابن بطوطة والحسن الوزان أفضل المصادر عن أفريقيا في أوروبا. ولم يفت المحاضرين التأكيد على الدور الذي لعبته رحلتا الرجلين في ربط جسور الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات.