يهل مفتراً عن مشروع ابتسامة، محملة يمداه بتحفة وهدية... هكذا هو محمد برادة، يطرق بابك زائراً وباب أي غيرك، هكذا هو في وجه من وجوهه محمد برادة، كما عرفته على امتداد عقود؛ وما أكثر الجوانب والوجوه للحديث عنه، وما أوفر المداخل لولوج عالم من عوالمه. عرفت سي محمد برادة قبل التعرف عليه عن قرب، وربما يستوى القرب والبعد في هذه المعرفة والتعرف؛ وتأتي البداية عندما يتناهى إلي الحديث عنه في بداية الستينيات من القرن الماضي عن بعض بعد حقيقي، ونحن ننظم في الدارالبيضاء دوائر ثقافية خاصة، أشبه ما تكون بالخلايا السرية في غير داع إلى أية سرية، إلا انعدام الفضاء الملائم لمثل تلك اللقاءات. كنا قد بدأنا نلتقي مجموعات في الدارالبيضاء، بمنزل أي منا بشبه تناوب وتسلسل، ثلة ممن يشدهم توق غامض إلى عالم الكلمة، نتقارأ ونتناشد ما ننتج لأنفسنا، منا من كان قد عرف طريقه إلى نشر بعض نتاج محدود على صفحات الجرائد، ومنا من لم يكن وصل ذلك بعد، ومنا من لم يصله أبدا، ناهيك عمن توقف به الطريق في منعطف ما أو معترك. يتناهى اسم محمد برادة إذ ذاك مقروناً بمواقف تقدمية وثقافية، ليأتي التعرف عليه عبر أحاديث وسيطة، وما تلبث أن تقصر المسافة عندما تحين فرصة تأسيس اتحاد كتاب المغرب، المؤسسة التي أريد لها في التصور أن تكون على مستوى المغرب العربي، شاملة كافة أقطاره إذ ذاك، وبحضور ممثلين عن هذه البلدان من الأعلام الوازنة في المجال الثقافي الأدبي؛. وقد ظلت المؤسسة منذ مؤتمر التأسيس سنة 1961، ولعدة سنوات، تحمل اسم اتحاد كتاب المغرب العربي، كما ظلت تحمله دورية «آفاق» في صورتها البسيطة الأولى، بوريقاتها المعدودة الممسكة على نحو من هيئة نشرة اتصال وذلك لعدة سنوات كذلك، وهكذا أقلعنا بمجموعتنا من الدارالبيضاء نحو الموعد بالرباط، رفقة الفقيد مصطفى المعداوي وآخرين؛ برهان ثلة نرشحها للمشاركة في مسؤولية تسيير هذه المؤسسة الوليدة، وفي طليعتهم محمد برادة. لقد قلت مرة عن اتحاد كتاب المغرب إنه ولد مشاغباً، وأؤكد ذلك لأقول: ليس وجود محمد برادة ومصطفى المعداوي وغيرهما وحده، ما يزكي فكرة الشغب الذي وسم به ميلاد اتحاد كتاب المغرب، بل إني لأتذكر جيداً، سحنة أستاذي الجليل العزيز محمد عزيز الحبابي رحمه الله، حامل فكرة التأسيس والفاعل في هذا اللقاء وما سبقه من لقاءات تمهيدية على عدة مستويات، وهو ينظر باتجاهنا في انفعال غير مريح، ناعتاً الوضع بإنزال «كوموندو» حسب عبارته، ومنذ تلك اللحظة سيصبح لاسم محمد برادة رنته الخاصة على القرب، في مجال أحاديثنا الثقافية، وهو القرب الذي سيتعزز بالنسبة لي بشكل خاص، في ممارسة المسؤولية مع سي محمد لعدة دورات في المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب، لألمس بالأكيد والعيان قوة عيار سي محمد الثقافي، وغور معدنه الإنساني؛ كما تعزز لي هذا القرب بجانب ذلك، على مستوى الجامعة، إذ سأترك التدريس بالتعليم الابتدائي مع شلة من الزملاء لنلتحق بها، فنلتقي بسي محمد برادة أستاذاً للآدب العربي، لم يكن تخصصي أدبياً، بل كانت وجهتي التاريخ، قبل أن تتحول إلى فلسفة، في قصة نسجتها الصدفة والقصد معا، إلا أن نظام الدراسة إذ ذاك، كان يقضي بأن السنة التحضيرية في كلية الآداب، تشمل علاوة على حصص التخصص حصصاً تجمع كل الطلبة من كل التخصصات في مواد مشتركة، فكانت حصص سي محمد برادة ملتقانا جميعاً، إلا أنها كانت ذات نكهة متفردة بالنسبة لمن يشدهم التوق إلى سحرية عالم الكتابة والإبداع، أو تستهويهم على الأصح تلك الرحلة المضنية الممتعة في آن، وراء الحلم بلا انتهاء، ربما على غرار ما استشعره سي محمد نفسه، مما يعبر عنه «حماد» من أن ما تعرف عليه خارج الجامعة بالقاهرة، «قد أذكى في نفسه ذلك الحلم الذي داعبه وهو يخطو على عتبة المدرسة الثانوية. وطوال سنوات الجامعة... كأنما الجامعة أيقظت فضولا ونبهت حماد إلى أن رحلة الأربع سنوات، هي مجرد بداية على طريق رحلة لا تنتهي إلا لتبدأ، بعيدا عن الشهادات والنجاح في الامتحان»(1) ليس من السهل الحديث عن سي محمد برادة، مهما كان القصد والمنظور لأنه شخص متعدد الأبعاد على نحو قل نظيره، بقدر ما هو شخص قريب وبسيط أكثر ما يكون القرب وتبدو البساطة... ربما يمكن البحث عن مدخل للشخصية الثقافية لدى محمد برادة في متطلبات الريادة الفكرية، الني تطبع صاحبها بميسم خاص يتمثل لديه في روح المسؤولية، و هو ما ينعكس في عدة ملامح من شخصيته لعل أبرزها: الوعي الانتقادي بالمعنى العام، لا النقدي بالمعنى الثقافي أو الأدبي الخاص، وهو ما ينفتح أو يتفرع عن امتدادات وأبعاد الالتزام السياسي والفكري. هم التأسيس: في علاقة مع وضع الثقافة المغربية بكافة وجوهها، وبخاصة منذ منتصف القرن الماضي، سواء على مستوى المؤسسات كاتحاد كتاب المغرب على سبيل المثال، أو على مستوى قنوات التواصل الإبداعي والثقافي، سواء بإرادة شخصية منه أو باشتراك مع زملاء آخرين، كما هو الحال في مجلات «أقلام» و»الإشارة» علاوة على «آفاق»، بل وعلى توجهات ثقافية عمل على إرسائها في إنتاج الإذاعة المغربية أيضاً، قبل أن توصد في وجهه، أو تضيق بتوجهه على الأصح. ولا يمكن فهم هذه الملامح من شخصية سي محمد وروح المسؤولية التي يتحلى بها، دون اعتبار الظروف المحيطة والفاعلة التي طبعت المرحلة التاريخية للمغرب وبخاصة في الستينيات من القرن الماضي، وهي التي أثمرت مظاهر الوعى بالدور الثقافي السياسي المتفاعل في شخص سي محمد برادة، فدراسته بالقاهرة وعودته مع الثلة التي شاركته مرحلة الدراسة في المشرق وخاصة بدمشق والقاهرة، بنوعية الحمولة والتكوين الأكاديمي والإديولوجي، دون أن ننسى كذلك وبعد ذلك، الوارد قبلا والوافد بعداً وأبداً، والمتمثل في عوامل التفاعل مع الثقافة الغربية بطريق مباشر وغير مباشر؛ كل هذا في التقاء مع الظروف السياسية الثقافية في المغرب إذ ذاك، لم يكن ليترك حيز اختيار فسيح أو متعدد، لمن كان في مثل العنفوان الفكري والالتزامي لسي محمد برادة، ليجعله يصطف في المقدمة لكل ما هو تأسيس وبناء ونضال ثقافي قبل كل شئ، وسياسي بجانب ذلك أو معه؛ ولا يملي علينا هذا الترتيب ما بين السياسي والثقافي، أسبقيةُ أحد المجالين أو أهميتُه بالنسبة للآخر لدى سي محمد برادة، وبخاصة في مرحلة عقود من تاريخنا مما بعد الاستقلال، اتسمت بتداخل المجالين الأساسيين، بل ما يملي علينا ذلك، هو أن سي محمد برادة اختار دائماً لغته الثقافية والأدبية حتى للأداء السياسي نفسه، وهو ما لا يغفل عنه متتبع للمسار الفكري والسلوكي لسي محمد. المسؤولية، روح المسؤولية؛ التأسيس، حب التأسيس والنزوع إلى البناء، ذلك هو معنى الحياة بالمفهوم الوجودي الأقوى، حب الحياة المعبر عنه في إرادة التحمل والبناء؛ وذلك ما لا تعدم وأنت تعاشر سي محمد، تبادله الحديث والسلوك أو تقرأ إبداعاته الأدبية ونتاجه العلمي الثقافي، أن يأسرك منه ميسم حبه للحياة، في اللمحة، في اللمسة الخاصة يطبع بها الشئ والظرف، في النكتة وصفاء البسمة والضحكة؛ «الضحك عندي يقترن بالطفولة، وأنا مسرف في حب طفولتي»(2) كما يقول الصوت في لعبة التذكر أو كما يسميها محمد برادة «لعبة النسيان»، هنا تمتزج أصفى مظاهر البراءة وأعمق بوادرالتعقل لمعنى الحياة: أن تضحك، ضحك الطفولة خارج الطفولة، معناه أن تلامس لغز الوجود أو تقارب سر تجاوزه وممارسة الفعل السحري لكل ذلك: الضحك باعتباره صناعة الحياة أو صنعها وبناءها؛ وهنا، حتى في لحظات الاحتداد الصارمة والضرورية، ربما يمكنك أن تلمح إذا أوتيت معرفة ذلك، أن مسحة اللحظة في مقتضيات ظاهرها وراهنيتها، هي وحدها، ما يحمي أو يخفي معالم ضحكته المواربة . حبه للضحك، للحياة، لمتعها القريبة والبعيدة، بما يملك أو لا يملك، يمتد إلى اهتمامه بنمط الحياة لدى الغير، صنعها أو صناعتها لدى الآخر؛ وهو ما يجعل الصوت يتوجه إلى شخصية امرأة من ذوي القربى وأقرب المقربين إليه، وهي أم أنجت ذرية عديدة صار لها بدورها فروع، ليسألها إن كانت سعيدة؟ فلا تملك إلا أن تبتسم وتتنهد، مستغربة كما يستنتج هو، أن يطرح عليها السؤال الآن وقد ختمت حياتها أو كادت.(3) ويُعرف في سي محمد هذا الحرص على هناء الغير ممن يرتبط به، هذا النزوع إلى تقديم الخدمة والعون، هو المعبر عنه بالسؤال المجسد في سياق معين عن سعادة الغير، سؤال محبة بلا شك كما هو وارد في سياقه، وسؤال المتطلع المستطلع قد يسعى إلى فهم ما يتعلق بصنع السعادة والحياة لدى الغير، وقد يكون سؤال المنبه المنتبه إلى أن من السخرية في شروط معينة، الزعم بوجود سعادة، وربما حتى حياة بمعناها الوجودي، إلا أن تكون من منظور ناقص منتقص. ولعله السؤال نفسه الذي يلقيه شخص سي محمد وشخصيته بطريقة أو أخرى، على الرفيق السجين في محنة زنزانته، والصديق الموغل في أزمته الشخصية أو العائلية، والخادمة الألوف في بساطة حالها وتواضع مقاصدها، سواء كانت «فتحية» القاهرة أو «زهور،... فاطمة» الرباط أو فاس، ليبدو بكامل التجليات، تفاعل سمات المثقف المسؤول، والأديب المبدع، والمناضل السياسي والثوري المجتمعي، ملتئمة جميعها في طابع إنساني مميز، لا يوارب ولا يغيب. يمتعنا محمد برادة في مجالات الثقافة والآدب بترجمات أدبية رائعة مميزة من قبيل «الجرح السري» لجان جوني، كما في النقد من قبيل «الأدب والالتزام» لبونوا دوني Denis Benoit(4)؛ ناهيك عن دراسته النقدية حول محمد مندور، ودراساته المتعددة حول الإبداع المغربي وبخاصة في مجال القصة والرواية، وكل ذلك يندرج في خطة ومشروع أخذ باهتمامه إبان الدراسة في باريس إذ «...أخذ يتساءل عن إمكانية إعادة النظر في صوغ إشكالية النقد العربي المعاصر، على ضوء ما يستجد في مجال نظرية النقد والأدب «(5) وبجانب ذلك يمتع محمد برادة ويتألق كما يريد، في الإبداع القصصي والروائي، بدءاً من مجموعة «سلخ الجلد» ورواية «لعبة النسيان»، إلى رواية «حيوات متجاورة» مروراً بروايات «الضوء الهارب»، «مثل صيف لن يتكرر»؛ إنها مجالات عديدة مشتركة تطبعها على اختلافها: روح البحث والاكتشاف والتأسيس، مشكّلة على نحو ما، انعكاساً لشخصية محمد برادة في أبعادها العيانية والتقديرية، بمنظورها النقدي الخاص والانتقادي العام، فعندما يلتقي الصوتان المتعارضان في ثنايا السرد الروائي، أحدهما ينعى ما وصل إليه الحال، فيما تجسد به الواقع من فوارق اجتماعية لصالح النخب القيادية على حساب الفئات المجتمعية المهمشة، متسائلا كيف فاتنا إدراك التحول أو عدم استشعاره؟ يرد الآخر قائلا: لآنك لم تشك حين وجب الشك... استيقظت متأخرا»(6) ليس ما يجذب في شخصية سي محمد، ويضفي عليها تلك الأبعاد الآسرة، مجرد التحليل الأكاديمي أو الالتزام الإديولوجي مع المنهجية النقدية، ولا العطاء الإبداعي بمختلف مجالاته السردية، بل كل ذلك مجتمعاً ومتضافراً متفاعلا، وأكثر منه ومجمله الطابع الإنساني وروح المؤازرة والاحتضان، طابع لا يمكن التجاوز عنه ولا المرور عليه مر الكرام، طابع لا يتوارى سلوكاً يومياً، ولا يوارب في التجلي إبداعاً، متجسداً على نحو من صور وأبعاد مفرغة على مشاهد وشخصيات، بل وإنه لينفسح لك وينفتح تلقائيا عياناً، تلحظه في النظرة الحانية المستشفة المتعاطفة مع الطرف المقابل، تتلمس دوماً مواقع الفعل والتدخل، سواء كان رفيقاً تحجزه وراء القضبان رطوبة زنزانة أيام الشدة، أو صديقاً يخنقه طوق المشاكل الشخصية والعائلية، أو متأدباً واعداً يتلمس طريقه نحو فضاء الإبداع، طابع حنو واحتضان لعله غير بعيد عن روح الأم وحضورها القوي، كما ترتسم في الذاكرة والوجدان، وعبر الصور والمشاهد الإبداعية، الأم يقول الصوت «الأم، كالموت، عكس الأب، لا يفكر فيها إلا من خلال الافتقاد»(7) وليس من وعثاء سفر بعيد طويل، ولا من جوى رحلة مضنية، ما بين ملامح الحنو الأمومي والحنان العشقي؛ إذ في عمق العلاقة الوجودية، وسمة العطاء المنغرزة الأصيلة، ينمحي الفارق أو يتقوى التشابه، ليبقى عنصر المرأة، الأنثى متمثلا في فيض العطاء الوجودي، بأقوى وأوسع دلالاته ومعانيه: يقول الصوت «أذكر الطفولة فأذكر الشباب، وأذكر المراهقة فأذكر مصات الرضاع، وملاسة حلمة الأم والعشيقة»(8) لعله ملمح استيعاب الوجود حتى درجة الغياب، مستوى تلاحم في الوجود الأعمق لدرجة انصهار وحلول، هو ما يسمح بتحقق رؤية وتجربة على هذا النحو، بكامل العلائق والامتدادات: الأم، المرأة، الأنثى... ورغم السمو والتسامي في هذا المستوى، يبقى هامش الوعي أو يتنزل؛ الوعي، روح المسؤولية، واجب الدور وفريضته، ليعالج اختلال المعادلة ما بين فيض عطاء ووجود كما يمثله طرف المرأة، الأم، العشيقة والأنثى من جهة، مع مظاهر العسف والقهر والتجاهل كما تمثله المواضعات والمصطلحات المجتمعية من جهة ثانية، ليتساءل حماد: « ما السبيل إلى العثور على صورة تشخص إحساس المرأة بالرجل وإحساسه هو بها عبر علاقة من لحم ودم وكلام...متخلصة من الأمثلة والاستيهامات القائمة على أحادية الرغبة والشهوة...»(9) خيوط رفيعة لامرئية تنسج العلائق والوسائط، تقيم الصلات، تمهد السبل والمعابر ما بين ذاتي وموضوعي، مادي ومعنوي، فردي وجمعي، واقعي ورمزي، ليبقى العامل الشخصي، عامل الإرادة الفردية والنزوع الذاتي، رغم كل المتغيرات ما بين مظاهر وظواهر رئيسياً، في إبداع محمد برادة وشخصيته الثقافية، مميزاً في تشكيل شخصية هذا العلم الفذ من أعلام ورموز الثقافة المغربية الحديثة والمعاصرة، الفاعل في إقامة مؤسساتها، في رسم وظائفها وترسيخ أدوارها. وهكذا تتعذر الإحاطة بما يتطلبه الحديث عن الأستاذ محمد برادة، لوفرة عطائه وتميزه في شتى الميادين والمجالات، وكل منها يتطلب جهداً خاصاً في المقاربة والتتبع، باعتباره جامعياً كفؤاً، ومفكراً مطلعاً، وأديباً مبدعاً، وناقداً متذوقاً، ومترجماً قديراً، وصديقاً إنساناً. والواقع أن هذه الملامح من شخصية سي محمد؛ بقدر ما تعكس تميز شخصيته الثقافية عموماً، بقدر ما تعكس في الآن نفسه، نوعية المراحل التاريخية المعاصرة التي مر ويمر بها المغرب، كما عرفها ويتفاعل معها جيل محمد برادة، على المستويات الفردية والجمعية، والقدرات الذاتية لكل منهم إزاء الظروف والشروط المجتمعية المباشرة وغير المباشرة لكل منهم. وإذا كانت أعمال محمد برادة، ونتاجه الفكري والإبداعي، تمثل المرجعية الأساسية في كل مقاربة موضوعية لعوالمه، فإن سيرته ونمط العلائق التي يقيمها وتتيسر له أو معه، لا تقل في جوانبها الذاتية والغيرية دلالة عن ذلك، بل إن نوعاً من التداخل والتكامل إذا ما تيسر، يبدو الأقرب إلى الإشارة والإلمام في هذا الاتجاه. ويهل سي محمد محيياً دائماً بطلق ابتسامة، على طرف اللسان عبارة، وفي يمناه باقة ود ... يودع سي على أمل وإليه، مخلفاً وراءه باستمرار، أريج محبة وحاجة لقيا. فله التحية كل التحية، فكراً وإبداعاً، وله التقدير كل التقدير، موقفاً وإنساناً ... كلمة تحية ألقيت في مناسبة تكريمية لمحمد برادة هوامش: 1 محمد برادة، مثل صيف لن يتكرر، ص 67 الفنك، الرباط 1999 2 محمد برادة، لعبة النسيان، ص 77، دار الأمان، الرباط 1995 3 ص 65،66 4 بونوا دوني Denis Benoit، الأدب والالتزام، ترجمة محمدبرادة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2005 5 « مثل صيف.... ، ص 71 6 « لعبة النسيان، ص 78 7 ص 11 8 ص 12 9 مثل صيف ... ص 107