سبق أن هيمن روجيه فيدرر طوال ثلاث سنوات بطريقة لاسابق لها على ساحة التنس العالمية، لكن السويسري الوسيم يغرد هذه الأيام خارج سرب الانتصارات. ففي وقت احتفى «غريمه» الإسباني رافايل نادال بحصده لقب بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة «فلاشينغ ميدوز»، آخر البطولات الأربع الكبرى، للمرة الأولى في مسيرته، إثر فوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش، ليصبح سابع لاعب يحقق ال «غراند سلام»، كان فيدرر يواجه معضلة غيابه للمرة الأولى منذ ستة أعوام عن نهائي هذه البطولة، واكتفائه بفوز في نهائي واحد ضمن ال «غراند سلام» هذا العام (بطولة استراليا). كما خسر للمرة الثالثة أمام ديوكوفيتش في نصف نهائي. وخاض فيدرر بطولة «فلاشينغ ميدوز» باحثا عن استعادة اللقب، الذي فقده العام الماضي بخسارته أمام الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو في مباراة ماراتونية استمرت أكثر من أربع ساعات، وذلك بعد ان احتكر اللقب خمس مرات متتالية بين عامي 2004 و2008. وبدا السويسري مرتاحا جدا قبل مواجهته ديوكوفيتش، وأعرب عن سعادته بعد المستوى الذي يقدمه، واعتماده «منحى هجوميا». لكن التقوقع في اللحظات الحاسمة ضمن نصف النهائي الماراثوني (3 ساعات و44 دقيقة)، يحتم عليه تقويم الموقف مجددا، في ضوء مؤشر الارقام والاحصاءات. وقال فيدرر إنه لايزال يملك الرغبة في اللعب والمنافسة، مشيرا على موقعه الالكتروني، أنه وضع نصب عينيه أهدافا عدة: ماسترز1000 في شنغهاي ودورة باريس-بيرسي التي لم يحرز لقبها بعد، وبطولة الماسترز في لندن، فضلا عن محاولة حصده لقب دورة بال على أرضه. ويؤكد فيدرر منذ سنوات أنه مستمر «صامدا» في الميدان حتى دورة لندن الأولمبية عام 2012 على الأقل. فلقبها للفردي من «التتويجات»، النادرة التي لاتزال تنقص سجله الغني، إضافة إلى كأس ديفيس (خاض في هذه المسابقة 48 مباراة بما في ذلك مباريات الزوجي وفاز في37 منها). وتعاقد فيدرر أخيرا مع مدرب جديد، هو الاميركي بول آناكون، آخر من درب الأميركي بيت سامبراس قبل اعتزاله، آملا في أن يطور أداءه على الشباك. ويلفت آناكون أن في مقدور فيدرر التنويع في اختياراته أمام منافسيه «كونه يملك تقنيات فنية عالية. ومن الغباوة بمكان اكتفاؤه بنوعين من السلاح وإهمال الأنواع الأخرى الوفيرة في ترسانته».