محمد الطالبي شيع أمس حشد كبير من النقابيين والسياسيين من مختلف ألوان الطيف الحزبي والنقابي بالمغرب، إضافة إلى وفد حكومي رسمس يترأسه الوزير الأول عباس الفاسي، الراحل المحجوب بن الصديق الى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء عقب صلاة الظهر. وكان جثمان الراحل نقل من باريس مساء أول أمس بعد ما وافته المنية هناك عن سن ناهز الثامنة والثمانين. هذا وقد أقيم صباح أمس بيت عزاء للراحل حيث حلت بالمنزل العشرات من الشخصيات الوطنية الرسمية وغير الرسمية قدمت التعازي لعائلة الفقيد الصغيرة متمثلة في اسرته وعائلته الكبيرة في شخص مسؤولي نقابة الاتحاد المغربي للشغل التي شغل الراحل قيد حياته منصب امانته العامة منذ تأسيسه في 20 مارس 1955 وبعد ذلك تم نقل جثمان الراحل الى المقر المركزي لذات النقابة حيث ألقى المئات من العمال والعاملات نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الفقيد والتوجه بعد ذلك في موكب مهيب صوب مقبرة الشهداء حيث كان في انتظارهم مئات الآخرون حلوا من مختلف ربوع المغرب لتشييع بن الصديق اقدم زعيم نقابي بالمغرب. وقد حضرت قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يتقدمهم نائب الكاتب الاول الأخ فتح الله ولعلو وكذا قيادة الفيدرالية الديمقراطية للشغل برئاسة كاتبها العام عبد الرحمان العزوزي. وقد نعى المكتب السياسي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رحيل المججوب بن الصديق، حيث جاء في نص النعي: «بألم كبير وحسرة، ينعي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، فقيد الطبقة العاملة ومؤسس أول نقابة مغربية ، الأخ محجوب بن الصديق.. الذي وافته المنية بعد مسار طويل من العمل النقابي الذي طبعه بشخصيته وبأسلوبه. والفقيد الكبير انخرط في العمل النقابي كبوابة للعمل الوطني، وأدى ثمن مواقفه في الفترة الاستعمارية، حيث تم اعتقاله رفقة وطنيين آخرين لارتباطه بالحركة الوطنية ونضاله في صفوف حزب الإستقلال الى جانب رفاقه من جيش المقاومة وجيش التحرير ، وقادة العمل الوطني،أمثال المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله ابراهيم وعبد الرحمان اليوسفي. كما انحاز رحمه الله إلى فصيل اليسار الوطني، عند تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، حيث كان أحد القادة الأوائل للإتحاد الوطني للقوات الشعبية، بل القادة الرئيسيين فيه. وقاد الفقيد بعد ذلك الاتحاد المغربي للشغل ، مما جعله يختلف في قضايا اساسية مع القيادة السياسية للاتحاد، وظل يمارس قناعاته الى أن وافته المنية . رحم الله الفقيد ، وأسكنه فسيح جناته إلى جانب الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وألهم ذويه ورفاقه في الإتحاد المغربي للشغل، قيادة وقاعدة، الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون».