تلقينا في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب بأسي بالغ نبأ رحيل الأديبين العربيين، الروائي والقاص والشاعر المغربي، وعضو اتحاد كتاب المغرب، الأستاذ عبد السلام البقالي، والروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار. وبالرحيل المفاجئ لهاتين القامتين البارزتين، يكون الابداع العربي قد فقد علمين شامخين في جينالوجيا الإبداع المغاربي الحديث، وعلامتين مضيئتين من علامات الابداع في العالم العربيي، وخارجه بحكم ما راكمه الفقيدان من نصوص ابداعية مؤثرة، أثرت المكتبة الأدبية العربية، والمشهد النقدي العربي. وإننا في اتحاد كتاب المغرب إذ نستحضر بهذه المناسبة الدور الريادي لأديبنا الراحل المرحوم أحمد عبد السلام البقالي، في التأسيس لروايات الخيال العلمي والقصة البوليسية وأدب الطفل في المغرب والعالم العربي، نستحضر أيضا تجربته الأدبية، السردية والشعرية الرفيعة، بما خلفه الراحل من نصوص ابداعية في مجالات عن وطنيته ونضاله المؤثر من أجل استقلالية منظم اتحاد كتاب المغرب وتطويرها، وكذا دوره البارز في عضوية عديد لجان الجوائز والكلمات، دون أن ننسى اسهاماته في مجال الدبلوماسية الثقافية، وأعمدته في الصحافة الوطنية، فضلا عن مساهماته اللافتة في إثراء أدب الطفل والكتابة الشعرية ببلادنا بشكل استحقت معه مجموعة من أعماله الابداعية أن تترجم إلى عديد اللغات الأجنبية، وأن تحظى بعديد الجوائز التقديرية. كما نستحضر بالمناسبة نفسها الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار، وصديق المغرب والأدباء والمثقفين المغاربة، باعتباره كاتبا مناضلا، وأحد أعمدة الكتابة الروائية في الجزائر وفي العالم العربي، بشكل استحق معه الراحل أن يلقب ب أبو الرواية الجزائرية، وبمؤسس الأدب الجزائري الحديث، من منطلق دوره البارز ونضاله الكبير في تطوير الحركة الثقافية والأدبية العربية في الجزائر بما أسداه لها من خدمات تطوعية نوعية، وخصوصا من خلال الجمعية الثقافية الجاحظية التي كان يشرف عليها الراحل، من حيث مساهماته في تنشيط المشهد الأدبي الجزائري وتحريكه، وأيضا بما راكمه الفقيد في باب الابداع الروائي من نصوص تمكنت من الولوج السياسية والتاريخية والاجتماعية والثقافية، ومن التقاط هموم شعبه وتفاصيل الحياة والصراع والمواجهة في الجزائر مرحلة الاستعمار وما بعدها. إنها لحظة تتجاوز كل اعتمالات الألم، وتجعلنا نكابد أزمنة تتولى وتحمل في ثناياها ما يدعونا إلى صيغ أخرى لملء غياب مفكرينا وكتابنا ومبدعينا وفنانينا وهم يتساقطون الواحد تلو الأخر. رحم الله الفقيدين وإنا لله وإنا إليه راجعون.