استطاع أحد المواطنين أن يحسم تردد «معلمي سباحة»، بشاطئ زناتة، ويقفز خلف أحد الغرقى الذي ابتلعته الأمواج، وينقذه وسط تهليلات الحضور. صالح ابن «حربيلي» من الرواد اليوميين على هذا الشاطئ، حين علم بأن البحر ابتلع أحد المواطنين، تقدم جريا، ولم يأبه للصخور الحادة التي آلمت قدميه، ولا لتركه أبنائه غير بعيد عن مكان الحادث، وتجاوز تردد معلمي السباحة الموجودين على الشاطئ، وهما يراقبان الغريق يختفي... انقض «صالح» على الأمواج المزمجرة، ورمى نفسه بين فكيها، ليغوص لحظات، كاد الفضول فيها والترقب يقتل الحاضرين لهذا المشهد، طالت اللحظات، وفجأة، رفع جسم إلى أعلى وتبعه آخر، وأمسك به، يحاول أن ينعشه بدفقات أوكسيجين حرم منه لدقائق، وفي نفس الوقت يغوص إلى أسفل ويدفع جسده لإخراجه إلى بر الأمان، وفعلا هذا ما كان. كان معلمي السباحة «الميطناجورات» واقفين، وهما يرقبان المواطن وهو يختفي، ولم يكونا قد حسما بعد في من سيقفز أولا، ليخلصهما من هذا التردد «صالح» الذي لم يكن مكلفا بشيء اللهم أنه مواطن، ويحب مساعدة الآخر، وبطبيعة الحال، تبقى الشجاعة أولا وأخيرا أهم مقياس لمساعدة الآخر، وهو ما لمسه العديد من المواطنين بشاطئ زناتة الذي عرف قبل أسبوع من هذه الحادثة، غرق شخص، ولم تظهر جثته. تابع المشهد بعض السياح الأجانب الذين التقطوا صورا بعدسات الكاميرا للعملية، وأبدوا إعجابا كبيرا للمجهود البطولي الذي قام به هذا الرجل «الكازاوي»، في حين تقدم «الميطناجورات» إلى صالح، وصاروا يعنقونه ويشكرونه، لأنه أنقذهما أيضا من مشكلة حقيقية، خاصة وأن الحديث عن الغريق الأول ما زال يدور بين دهاليز المشرفين. ليبقى السؤال المفترض، هل ستسجل مصالح الوقاية المدنية إنقاذ هاته الحالة في دفاترها، وتدخلها في إحصائياتها، أم أنها ستكتفي بعبارة «لقد تم إنقاذه..من طرف صالح»، وقد يكون لا هذا ولا ذاك، ويتم تجاهل الأمر من أصله، و«مريضنا ما عندو باس»