فن التصوير أو بالأحرى التصوير الفوتوغرافي أو فن إلتقاط الصورة، كلها مصطلحات قاسمها المشترك الصورة والتي أضحت تلعب دورا أساسيا في حياتنا الإجتماعية ، الإقتصادية ، الفنية والإعلامية بصفة عامة. فالتصويرهو عملية إلتقاط الصورة عن طريق مؤثرات الضؤ بواسطة العدسة ولهذا فإنه يستدعي من صاحب العدسة أن يتمييز بحسه إلإبداعي وحاسته الذوقية لتجعل منه فنانا فوتوغرافيا بإمتياز . ولهذا ، كان من الواجب أن نمييز بين الصورة العادية التي يمكن لأي منا أن يلتقطها وبين الصورة التي تتميز بدقة الإلتقاط والتصوير الجيد ومحتوى الصورة وهذا طبعا يستدعي توظيف حدس المصور وموهبته في الإبداع والابتكار . نتحدث عن التصوير الفوتوغرافي ونستحضر معه مجموعة من المصوريين العالميين أمثال: المصور الفرنسي هنري كارتيه- بريسون، وسباستياو رايبيريو سلجادو الحاصل على العديد من الجوائز العالمية .... ومصورون آخرون . وبالمغرب تألق العديد من المصوريين الفوتوغرافيين الذين حصدوا العديد من الجوائز في الكثير من المسابقات سواء منها الوطنية أو الدولية ، الأمر هنا يتعلق بالفنان الفتوغرافي الشاب مولاي يوسف الحادمي ، ذو الأصول المراكشية ، جمالية مدينة النخيل أو كما يسميها البعض بالمدينة الحمراء جعلت من هذا الفنان الشاب يتفاعل مع جمالية مدينة البهجة التي ترعرع ونشأ في كنفها . لم يكن عشقه لفن التصوير صدفة بل كان حبا وارتباطا وعشقا طفوليا إنه عشق للعدسة رفيقته الدائمة . ففي سنة 1994 قدم أول معرض بكلية الآداب بمراكش كان لايزال شابا صغيرا في بداية مشواره فكانت تلك النواة الأولى لمسار فنان . مجال اشتغاله متنوع فقد اشتغل على البورتريات ، الأطياف ، والذاكرة ...... يعتبر مولاي يوسف الحادمي أن الصورة تلعب في وقتنا الراهن دورا أساسيا ومهما وهي أكثر قربا وقراءة لدى المتلقي فهي وسيلة الخطاب الموجه للمشاهد . والصورة حسب نظره أيضا لا مكان وزمان لها و لا وطن وبالتالي فللمشاهد كامل الحرية فيما يشاهد . ومن خلال اللوحات التي عرضها هذا الفنان الواعد نستنتج أنها تحاكي الواقع فمولاي يوسف الحادمي اشتغل كثيرا على مواضيع متنوعة إهتم بالطفل ومواضعه ، الأسرة، الطبيعة ، وقضايا المجتمع. كما طرحت عدسته في الكثير من الأعمال اشكاليات فلسفية مختلفة تعالج قيمة الحياة ، الروح ، والفكر ... صور كثيرة ومختلفة أثرى بها الساحة الفنية والموسوعة الفوتوغرافية المغربية ، دون إغفال أمر اشتغاله في المجال الإعلامي ومواكبته للعديد من التغطيات المتنوعة التي يشتغل عليها اعلاميا . فالمصور الصحفي حسب نظره يجب أن يتميز بالدقة والسرعة في التقاط الصورة لأن الصورة هي ضربة حظ إما ان تكون أولا تكون وهذا طبعا ما يجعلنا نتأمل في العديد من الأعمال التي قام ، وتوظيفه لحاسته الحادقة ، فكما قال عنه الباحث الأستاذ محمد القنور هو: «الحادمي عن جدارة وإستحقاق هو ساحر الضوء والظل»، كما يدعو الفنان الفوتوغرافي مولاي يوسف الحادمي جميع المهتمين بالمزيد من العناية بهذا الفن والإهتمام به لأن الصورة هي الذاكرة ، والتراث المتبقي لكل حضارة تسعى للحفظ على مكوناتها وثقافاتها. كما لايفوتنا ونحن نقوموا بقراءة للأعمال الفنية لهذا الفنان أن نذكر القارئ بجمالية الكتاب الذي قام بتصيم غلافه الآمر يتعلق بسيرة عبد الجبار لوزير (للباحث الأستاذ عبد الصمد الكباص) التي اختار لها بعناية فائق وعين ذكية لامعة وإحساس دافئ ألوانا رائعة. وإذا كانت مدينة البهجة، مدينة مراكش المغربية قد استطاعت أن تخرج من رحمها زعيما للفلاسفة (عبد الصمد الكباص) ، وأساتذة باحثون في التراث المغربي (محمد القنور)، فإنها قد أنجبت حقا زعيما آخر للفنانيين الفوتوغرافيين إنه الشاب الواعد: مولاي يوسف الحادمي.