محمد عابد الجابري يعد من بين الصحفيين القدامى بالمغرب، ومن الذين واكبوا الإعلام الاتحادي منذ بداية التأسيس، ومن المناضلين الذين يرجع إليهم الفضل في إصدار جريدة (التحرير) مابين 1959 و1963. سنوات المحن التي اجتازتها الصحافة الوطنية التقدمية. وهو أحد رموز اليسار، و من المفكرين المغاربيين الذين تركوا بصمة واضحة في الأدب العربي المعاصر . عابد الجابري التحق صيف 1957 بجريدة « العلم «، ثم عاد إلى سوريا لمتابعة دراسته ومن هناك كان يبعث إلى جريدة « العلم « بمراسلات ذات طابع ثقافي واجتماعي . وبعد رجوعه إلى المغرب استأنف عمله كصحفي بجريدة (العلم)، غادر الجابري جريدة «العلم « مع مجموعة من الصحفيين أذكر من بينهم : المرحوم محمد باهي حرمة، عبد اللطيف جبرو، حسن العلوي، عبد الله رشد، أحمد صبري وآخرون... ومن الثقنيين أذكر: عبد الرزاق، والمامون وآخرون.. والتحقوا بجريدة « التحرير» إلى جانب المرحوم محمد الفقيه البصري كمدير وعبد الرحمان اليوسفي كرئيس التحرير كان الفقيد عابد الجابري يشتغل كسكرتير التحرير متطوع منذ تاريخ 2 أبريل 1959، وكان بجانبه في سكرتارية التحرير محمد الصديقي. كان محمد عابد الجابري يكتب بعض الإفتتاحيات من بينها الإفتتاحية التي على إثرها تم منع «التحرير» من الصدور، وتم اعتقال المدير ورئيس التحرير و محاكمتهما بتهمة التحريض والمس بالأمن الداخلي وبالنظام العام. وكانت قد أصدرت مديرية الأمن الوطني بيانا ترد فيه على المقال المنشور في ركن «صباح النور» الذي كتبه الفقيد عابد الجابري، كما كان ينجز حوارات عن التعليم فضلا عن مراجعة مقالات تتوصل بها الصفحة التي كان يشرف عليها، كان يواظب على كتابة ركن يومي بعنوان (صباح النور). بعد منع جريدة «التحرير» سنة 1960، اشتغل الجابري في جريدة «الرأي العام» التي عوضت «التحرير» كما عوض ركن «صباح النور» بإسم «بالعربي الفصيح»، والتوقيع الذي كان يوقعه بإسم «عصام» أصبح «إبن البلد»، اعتقل في مؤامرة تصفية الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، لمدة شهرين في 16 يوليوز 1963، كما اعتقل ضمن مجموعة من رجال التعليم إثر أحداث مارس 1965. ألف كتاب دروس الفلسفة لطلاب البكالوريا رفقة احمد السطاتي ومصطفى العمري في نونبر 1966، فرض دراسة الجدلية في أقسام الفلسفة. ساهم في إصدار مجلة « أقلام « منذ سنة 1964 مع كل من المرحوم السطاتي، والأستاذ بن عمر، و ابراهيم بوعلو. تولى الاشراف على المؤتمرالوطني الثالث للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في دجنبر 1978، وكان في هذه الفترة يشرف سياسيا على الإعلام الحزبي وفي نفس الوقت من بين المسؤولين على جريدة «المحرر»، التي كان حريص على كتابة ركنها الشهير»بصراحة» يتناول فيه مواضيع الساعة. ثم بعد صدور جريدة «الاتحاد الاشتراكي» سنة 1983، نظم له لقاء مع هيئة التحرير الجريدة، كما كان من بين المثقفين الذين واكبوا على نشر مقالاتهم خلال الثمانينيات والتسعينيات. وبقي متواجدا بفكره وبكتاباته إلى أن أقعده المرض وغادرنا صباح يوم الإثنين 3 ماي 2010، الذي يصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة.