احتفل العالم بأسره يوم أمس باليوم العالمي للمرأة، تقليد سنوي يقف فيه العالم وقفة إجلال وإكبار للنساء اعترافا بدورهن في المجتمع. تعقد الندوات وتلقى الخطب وتقرأ البيانات وكلها تشيد بالمرأة كشريك للرجل . هنا في المغرب توجد نساء لا يسمح لهن ضيق العيش بالاحتفال بيومهن العالمي، بل منهن من لاتعرف أصلا أن لها يوما عالميا للاحتفاء به ، نساء لا ينتظرن عيد الحب كي يرتدين اللون الأحمر ولا عيد المرأة كي يطالبن بحقوقهن، نساء لا ينظرن إلى الرجل باعتباره خصما يجب محاربته، بل كرفيق درب يجب مساندته، والكفاح معه طول العمر، نساء لا يعرفن من الأعياد إلا عيد الأضحى و عيد الفطر و عيد المولد النبوي الشريف ..ولا ينتظرن هدية من أحد سوى انتظار أن يعود إليهن إبنا أو زوجا أو أخا هاجر الديار. نساء يكسبن قوتهن و قوت أبنائهن بعرق الجبين ويشتغلن في المعامل بأجر هزيل. نساء يتم تكديسهن في الشاحنات كالبهائم بالمدن الفلاحية ويتم نقلهن إلى الضيعات للعمل في ظروف قاسية ليغتني على حسابهن ملاك الضيعات! نساء يقطن القرى والدواوير البعيدة عن الحواضر ، ينتعلن «صباط الميكا» وتسيل أنوفهن من شدة البرد، ومع ذلك لاتغادر الابتسامة وجوههن. نساء يقطعن المسافات الطويلة بحثا عن قطرة ماء، يحملن على ظهورهن الحطب و كلأ الدواب، ولا يجدن وسيلة نقل توصلهن إلى المستشفى عند الحمل، فتضع الواحدة منهن حملها في العراء أو في كوخ يفتقد إلى أدنى شروط العيش، فيموت الرضيع في حضنها من لسعة برد. نساء يصنعن جوارب لأطفالهن من أكمام الملابس القديمة لحمايتهم من لسعات البرد القارس... إنهن نسوة يعشن مرارة الحياة، يعانين في صمت ولايتم الانصات اليهن، نساء لا يتم الاهتمام بهن إلا يوم الإقتراع ويتركن باقي أيام السنة وحيدات يكابدن من أجل الحياة. لكل هؤلاء النسوة نقول كل سنة و أنتن بألف خير..