الصحافة المحلية وراء القضبان، اندحار الدفاع الجديدي بميدانه، نكسة الجديدة بعقر الدار، الغضب والشغب بالجديدة، تخريب واعتقالات بالجديدة، كلها عناوين تصلح لوصف ما جرى، لكن الحدث البارز، الذي ميز فعاليات لقاء الدفاع الجديدي وبالانتاس مانسوا من غينيا بيساو، والمتمثل في احتجاج الصحافة المحلية على المكتب المسير للدفاع الجديدي، بحمل شارة الاحتجاج ونشر يافطة تحمل العبارات التالية: «ممثلو الصحافة الوطنية بالجديدة يحتجون على ظروف الاشتغال السيئة بملعب بن امحمد العبدي ويحملون المكتب المسير مسؤولية التبعات». وترجع أسباب هذا الاحتقان إلى النظرة المتعجرفة لبعض المسيرين، وعلى رأسهم رئيس الفريق الذي يفضل التواصل مع السمعي البصري والصحافة المكتوبة بالفرنسية، حسب قوله، مع منح السبق الصحفي للبعض، آخرها تمريره لصفقة لاطير البائرة. المنصة الصحافية، التي قيل بأنها فوتت لضيوف منتجع مازغان، عوضت بقبور تعتريها الرطوبة وغير مجهزة، بل ولا تفي بشروط متابعة اللقاءات. هذه القبور هي الأخرى لم تسلم من احتكارها من قبل بعض الغرباء عن الجسم الصحفي. المحتجون وقفوا أمام المنصة الشرفية - مع وقف التنفيذ - التي كان يتواجد فيها عامل الإقليم ومرافقيه وممثل الجامعة الملكية المغربية ومندوب المقابلة ورئيس الفريق، الذين تابعوا اللقاء دون أي اهتمام، تاركين المحتجين في مواجهة رجال الأمن، الذين نشكرهم على سعة صدرهم، الذي ساهم في امتصاص الاحتقان، الذي سوف يبقى سيد الموقف إلى حين وضع حد لمشاكل الصحافة بملعب العبدي الذي يعد استثناء في هذه الأرض السعيدة. (هذا المقال كان مخصصا للنشر عقب مباراة السبت الماضي)، وآثرنا عدم نشره أملا في عودة مسؤولي الدفاع الجديدي إلى رشدهم، لكن أسلوب العجرفة والتستر وراء النتائج، جعلهم يركبون رؤوسهم واستمروا في تغذية الاحتقان، واستمرت معاناة الصحافة الوطنية، واستمر نفس الوضع. واندلعت شرارة الغضب الجماهيري وسط الميدان سبا وشتما وانتقادا في حق المكتب المسير... على خلفية اندحار الدفاع الجديدي بميدانه لأول مرة هذا الموسم، حيث كبا المتزعم أمام متذيل الترتيب، النادي القنيطري، الذي عرف مدربه الداهية أوسكار فيلون كيف يجتاز عقبة الزعيم. و قد صرح بلغة بلده الأم (من حظنا أن مترجما كان حاضرا تكفل بالواجب مشكورا) بأنه درس الفريق الخصم، ووضع خطة تدرب عليها لاعبوه لمدة أربعة أيام. ولم يعتمد خطة دفاعية، بل ركز على الهجوم، عبر خطة 4 - 4 - 3. نتيجة مباراة الدفاع الجديدي والنادي القنيطري تعود الى النهج التكتيكي لأوسكار فيلون، الذي خنق مهاجمي الجديدة، خصوصا الشيخ عمر دابو، الذي لم يتوفق في الانعتاق من الحراسة اللصيقة، التي ضربت عليه وكبح صعود قروشي وتفوق الحارس العروبي، الذي حما عرينه من أهداف كادت تكون صحيحة، إلا تلك التي زارت شباكه في الدقيقة 34، لكن الحكم بدل أن يعلن عن ضربة جزاء لفائدة دابو، وإنذار الحارس فضل الحكم التيبازي الإعلان عن ضربة خطأ للزوار، وإنذار دابو أمام استغراب الجميع. وبدا ضعف الجهة اليمنى واضحا، حيث كانت جسرا سهل التجاوز في أكثر من مناسبة، أثمرت إحداها هدفا في د53، بعد مجهود كبير للاعب برابح ومرر لبلال بيات، الذي نجح في هزم الحارس لاما. ضغط المحليين لم يثمر جديدا، وعرف الزوار كيف يتعاملوا مع الوقت طيلة مجريات اللعب، تارة بالتباطؤ وأخرى بهدر الزمن الافتراضي للقاء، رغم الإنذارات التي حصدها اللاعبون، ولو أدت إلى الطرد كما هو الشأن بالنسبة للعروي، الذي حصل على الورقة الحمراء على بعد 5 دقائق من انتهاء المقابلة. هذا الفارق العددي لم يستغل من قبل المحليين. هذه الهزيمة فرضت على الدفاع التراجع إلى الرتبة الثانية برصيد 37 نقطة وراء الوداد البيضاوي، الذي بات متصدرا وحيدا ب 40 نقطة، فيما ارتقى الكاك إلى الرتبة إلى الرتبة 12 بجوار وداد فاس برصيد 20 نقطة. نتيجة اللقاء كانت لها تداعيات مؤسفة، حيث اضطرت الجماهير إلى عدم المغامرة بالخروج من البوابة الوحيدة للملعب، حيث أمطر الغاضبون الجميع بوابل من الحجارة، أصيبت على إثرها شابة نقلت إلى مستشفى محمد الخامس، واستمرت شرارة الغضب في شوارع الجديدة - من قبل محسوبين على الجماهير الجديدية، التي عودتنا على سلوكها القويم - بتكسير زجاج السيارات وواجهات بعض المحلات، كما حدث بالقرب من المقاطعة الحضرية الخامسة بحي السعادة، ومقر الشرطة القضائية وسط المدينة، ما استدعى حضور قوات التدخل السريع، التي اعتقلت العديد من المراهقين ومثيري الشغب.