ضياع أحد أجزاء«البوزل» في جمع الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو، حوله إلى «جوطية» كما قال أحد المتدخلين. لقد كان علينا كصحافة أن نتابع الجمع من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء حتى لاتفوتنا أية لحظة من لحظات جمع عرف التملق، ونشر الغسيل، والاتهام بتبذير المال العام، وتفويت عقار، وكان كذلك اعتبار ذلك قذفا سيكون مكانه ردهات المحاكم.الجمع العام كان لفضح التهديدات التي تعرض لها مرشحان من طرف الكاتب العام للجامعة، وذلك بغرض سحب ترشيحهما للقدوم إلى قاعة علال الفاسي بمرشح وحيد، مرشح الوزارة الوصية على القطاع، وبعد أن سحب الداودي ترشيحه بمبرراته، وسحب المهتدي من أفريكا سبور منافسته للمنجرة بعد أن أخرج عينيه في الكاتب العام السابق للجامعة، وأقسم أن لايترك الميكرفون إلا بعد أن يفضح كل الأشياء. «ترشحت يوم 29 دجنبر، وكانت هناك اتصالات من طرف الكاتب العام لكي أسحب ترشيحي، وعندما رفضت اتصل بي الكاتب بالأمس هاتفيا وأخبرني بأنني غير قانوني وأن ترشيحي قد ألغي، أنا لن أعلن انسحابي، أنا متمسك بترشيحي». هذا الكلام الذي صدر من عزيز اسماعيلى من مكناس، كافي ليجعل القاعة التي كانت تضم 500 فرد تنقسم على حالها، فيبدأ الصياح والتدافع لاحتلال المنصة، ومنها إلى خلق حلقة أمام المنجرة الذي كان يظن أن دخول القاعة بعد أن استوى الكل على الكراسي تحت التصفيقات، ومحاطا ببعض المتهافتين، سيكون مثل الخروج منها. لكن المنجرة أخرج من باب الكواليس من مكان مظلم، وضيق محاطا أيضا ببعض المتملقين الذين تحولوا إلى حراس شخصيين، أحاطوا بالمنجرة من كل مكان، وشكلوا سلسلة بشرية حتى لايتعثر في الظلام، ومن هناك أخرج من الباب الخلفي ليجد سيارته تنتظره، وليغلق أبوابها من الداخل بإحكام، حتى لاينسل إلى داخلها أي متهافت. قد تتساءلون هل غادر المنجرة القاعة من دون انتخابات، لاياسادة ياكرام. المنجرة أعلن ترشيحه، وعزيز اسماعلي نافسه، وطالب بالاقتراع السري، إلا أن الكاتب العام السابق صعد المنصة بعد أن قدم استقالته، وأعلن أن القانون صامت، وهذا يعني أنه ليست هناك أية إشارة إلى نوع الاقتراع، وهنا تحولت القاعة إلى حلبة وتدافع وملاسنات، وما لم يحصل هو حركات «الأبشاوليكي». ولأول مرة أصبح فيها رجال «السيكريتي» في خطر لأنهم ربما تناسوا أن أجسادهم الضخمة لن تفيدهم في شيء أمام مدربين وممارسين للتايكواندو«غير خليه اقلب عليها أنا رانا تندير التايكواندو». بهذه الكلمات تم إبعاد أحد أفراد «السيكيريتي» من المنصة بعدما حاول إبعاد متدخل عن الميكرفون. وسط هذه الاحتجاجات، تم إعلان المنجرة رئيسا جديدا للجامعة الملكية المغربية للتايكواندو. ترى هل أصبحت الفوضى طريقة جديدة للاقتراع؟ وهل فعلا تم انتخابه؟ أم أنه كان لابد من ذلك لتأكيد اختيار الوزير الذي اختار واقترح محمد السعيدي المنجرة. التأكيد كان على لسان ادريس الهلالي، الرئيس السابق الذي أعلن عن كونه مع اقتراح الوزير. عجائب جمع التايكواندو كان ذلك النفاق الواضح الذي عبر عنه بعض الحاضرين، إذ وقبل انتخاب الرئيس الجديد اصطفوا، وسلموا الهلالي هدايا وقرأوا كلمات كلها مدح وإشادة، ومنهم من كان لسانه أمضى من سكين قطع أوصال الهلالي. وهنا تدخل المعطي الركيزة مخاطبا المنجرة «هكذا غادي ايديرو ليك فالجمع العام المنجرة، شوف النفاق». والله لم أفهم شيئا. ربما كنت ورقة «البوزل» النشاز، ربما كنت متفرجا بليدا، ربما لم أفهم المسرحية رغم أنني حضرت قبل الوقت، وكنت آخر المغادرين. لكن ما أنا متأكد منه هو أن عيني لم تخدعني ونقلت ماعشته أكثر من تسع ساعات بأمانة. يذكر أن الجمع العام حضره كلزيم ممثلا عن الوزارة الوصية والعروسي عن اللجنة الوطنية الأولمبية، ويعلم الله كيف ستكون تقاريرهما.