في مثل هدا الوقت من كل سنة ، تعاني ساكنة حي واد الذهب وحي العيون وحي المنار خاصة واليوسفية عامة ، من آثار انبعاث الغبار نتيجة ماتنفثه معامل التكليس والتنشيف من نفايات وأدخنة تأثر سلبا على الحياة الصحية للمواطنين ، غير أن إقدام مديرية الإستغلالات المنجمية للكنتور الاستغناء في الكثير من الأحيان عن مصفاة المعامل زاد الوضع سوءا ، حيث في هدا الوقت من كل سنة تحجب الرؤيا عن الأحياء من كثرة الغبار المتصاعد من مدخنات معامل التكليس التي تتوقف عن الخدمة في النهار لكنها تنفت سمومها بالليل . تقول ( س ل ) مواطنة من حي واد الذهب – اضطر في كل صباح إلى كنس مايسقط بالليل من غبار (- حتى الغسيل مانقدرو انشروه في السطاح ) ارتسامات وجدناها عند كافة سكان حي واد الدهب ، ويزداد الوضع سوء كلما توجهت جنوبا قبالة حي العيون المتاخم لأهرامات ومعامل التكليس يصرح المواطن (ط م ) الذي يجد نفسه كل يوم متأملا البنايات الشامخة للمعامل لمحل سكناه ( آش من حالة هادي أمعامن غتكلم مع الفوسفاط أشكون يقدر يدوي أمعاه . . . ) كما تنعكس حدة الثلوت على الحياة الطبيعية بحيث تفقد الأرض خصوبتها كما أن البهائم تصاب بالهزال وباعوجاج قوائمها إضافة إلى تساقط الأسنان . و بعض الأمراض المنتشرة ( كالحساسية و الأمراض الجلدية وأمراض الكلي والأمراض الصدرية . . .) والتي مافتئت إدارة المكتب الشريف للفوسفاط تنفي صلتها بها ، وتعتبر دلك مجرد مغالطات وادعاءات لاتقوم على أي أساس علمي مثلما تحاول إخفاء الأمراض المهنية . رغم أن المغرب سبق أن وقع عدة اتفاقيات تعتبر الأمراض الناجمة عن إشعاعات المواد الفوسفاطية أمراضا مهنية ، وللتذكير فالمعامل بمدينة اليوسفية 3 أصناف ، فهناك التي تنفث مداخنها غبارا جافا ، وهناك العكس والدي يخرج محملا بمواد لازالت مشبعة بعدة إشعاعات والتي تقوم بحرق النباتات . وفي تصريح ل ( المهدي ن ) فاعل جمعوي- تهتم مجموعة م ش ف بالإنتاج والربح وحجم الصادرات من الفوسفاط ومشتقاته أكثر مما تهتم بصحة المواطنين وسلامتهم ، وهي بهذا تضرب عرض الحائط بأبسط شروط ومعايير السلامة في التعامل مع السكان . فبالإضافة إلى أمراض الصدر و الربو وأمراض الجلد و الحساسية وأمراض العيون والتهابات الحلق و هشاشة العظام وأمراض الكلى المنتشرة بوفرة في الوسط اليوسفي ، تعمد الإدارة إلى زرع المزيد من مصانع التنشيف والتكليس والغسل شرق وغرب وجنوب المدينة ،وأهرامات ضخمة من مادة الفوسفاط التي تختزن كميات هائلة من المواد المشعة و كان ذلك لم يكفها ، خاصة أن هذه المعامل تضاعف من معاناة السكان في الأحياء المتاخمة لها خاصة أنها أنشئت دون دراسة أو تقييم بيئي صارم يحترم إرادة المواطن وسلامته وصحته وتجدد الأخطار المحدقة به أو تزويدها بأحدث التقنيات المانعة للتلوث وانبعاث الأدخنة والغازات السامة . وفي زيارة لحي وادي الذهب وحي السافية الحمراء والمنار والعيون يكفي المرء رؤية العديد من المداخن الضخمة التي تضخ خيوطا سميكة من الأدخنة والغبار والغازات والنفايات السامة ، كي يقف على هول الكارثة البيئية التي تحدق بالمدينة ، إذ أن جل البيوت مطلية بالغبار فيما يعاني المواطن من جراء ذلك أثناء نشر ملابسهم أو تعريضها للتهوية فيما يتنفسون ويأكلون الغبار والأتربة كارثة لا يسلم منها المواطن ولا تسلم منها أيضا النباتات والمياه . والغريب في الأمر أن كل وحدات المصانع لا تشتغل إلا في الليل للتمويه على الجريمة البيئية الجسيمة التي تقترفها إدارة م ش ف في حق المواطن اليوسفي . ونستغرب عندما قامت المجموعة بقافلة تحسيسية وأنكرت كون مدينة اليوسفية تتعرض للثلوت ،وبأنها عمدت إلى تركيب مصفاة للحد من الثلوت والصورة غنية عن كل تعريف من هنا يظهر لنا مدى الاستهتار بصحة المواطنين . ومع نهج إدارة المكتب الشريف للفوسفاط سياسة اللامبالاة تزداد محنة ساكنة حي واد الذهب والأحياء المجاورة التي تعيش تحت رحمة معامل التكليس مما يحتم على المجموعة إيجاد بديل لساكنة الحي(كخلق مساحات خضراء تحد من التلوث وتخفف على الساكنةهول الغبار المنبعث من معاملها ) علما أن المديرية تسلم مبيعاتها للقارات الخمس حيث تمثل صادراتها 25% تقريبا من التجارة الدولية للفوسفاط ومشتقاته