ليس هذا عنوان مسلسل تركي بل واقع مغربي يعيش في كنفه جيل من الأجيال اعتادوا منذ طفولتهم النوم في المجاري جنبا إلى جنب مع الجرذان، وهم يقولون أن النوم في المجاري أفضل من أن تكون أجسادهم وليمة دسمة للكلاب الضالة. وهذا نوع من أنواع النماذج البشرية. إنه خليط من المنحرفين لا تدري من أين جاؤوا ولا كيف يختفون . ثمار سقطت من شجرة الحياة فتعفنت مولدة جيلا ضائعا من رؤى السراب. يتعاطون المخدرات والكحول أيضا وقد يتطور الأمر ليصل إلى حد الجريمة في عدد من الحالات. للأسف إن أطفال الشوارع بالمغرب في حالة يرثى لها. فقد تجدهم في موقف السيارات وقرب المطاعم وعلى الأرصفة وفي الحدائق, لا ملجأ لهم ولا مسكن. يتخدون بعض الأمكنة المهجورة والحدائق والمجاري مكانا للمبيت ،مفترشين الأرض ، ملتحفين السماء ، فلا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا. والحق أنهم لم يختاروا مصيرهم بأنفسهم لأنفسهم. فهم ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر. ضحايا عوامل مجتمعية واقتصادية لم ترحمهم ولم تترك لهم فرصة للاختيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها . فهؤلاء ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فالتجئوا إلى المجاري وضاقت عليهم أنفسهم بما حملت فالتجئوا إلى المخدرات والكحول . ونتساءل .. هل هاته هي الانجازات التي تفتخر بها بعض المؤسسات الاجتماعية والوزارة المعنية .فبعض المسؤولين منشغلين في مهرجاناتهم بنانا وناني ونانسي عجرم اللواتي يسلبن الشعب المغربي ملايير السنتيمات .أقولها وبحسرة ملؤها العتاب . ماذا تركنا لضيوف الجرذان.؟