انتهزت الشركة العالمية "سيمفوني" لتكنولوجيا البيئة الفرصة السانحة في المغرب، حيث الاستعدادات جارية لوضع ميثاق وطني للبيئة قبل حلول فاتح أبريل المقبل، لطرح أكياس بلاستيكية صديقة للبيئة قابلة للتحلل بطريقة بيولوجية غير مؤذية لمحيطها بخلاف أكياس البلاستيك المتداولة حاليا، خصوصا السوداء منها. فقد أعلنت الشركة، أول أمس في الدارالبيضاء، أنها وقعت اتفاقا ثلاثي الأطراف مدته 15 سنة مع شركة "غرين بييري" وموزعها الفرنسي "ألطيرناتيف بلاسيتك" لتوزيع منتوجات ومواد تضاف في تصنيع البلاستيك تجعل التحكم في مدة بقاء الأكياس ممكنا، وستكون "لابيل في" و"كارفور" أول مجموعة متاجر كبرى تنخرط في تسويق هذه الأكياس البيئية مع بداية العام المقبل بوضعها رهن إشارة رواد متاجرهما في المغرب. وصرح الرئيس التنفيذي لشركة "سيمفوني" بهذه المناسبة أن هذا الإعلان يعد خطوة مهمة بالنسبة إلى المغرب الذي يسعى إلى تحسين وضعه البيئي، سيما بعد الخطاب الملكي الذي دعا فيه الحكومة لوضع الميثاق الوطني للبيئة، واعتبر "مايكل لورييه"، الذي تسوق شركته هذا النوع من الأكياس في 80 دولة عبر العالم، أن هذه المبادرة تظهر للعالم أن هناك حلولا بسيطة وغير مكلفة لحل المشاكل المتعلقة بالتلوث الناجم عن البلاستيك بواسطة تقنية معروفة عالميا باسم "أوكسو للتحلل البيولوجي" (OXO). ويأتي طرح هذا المنتوج الجديد، حسب ما نقلت يومية المساء، في انتظار طرح شركات أخرى منتوجات مماثلة عما قريب، في وقت منعت فيه الحكومة عبر مرسوم وزاري تصنيع الأكياس السوداء منذ شتنبر الماضي، غير أنه ما يزال تداول الأكياس السوداء مستمرا في الأسواق المغربية، وإن بنسبة أقل قليلا، ويعرف المغرب توزيع 3 ملايير من الأكياس البلاستيكية، نسبة مهمة منها أكياس سوداء هي الأكثر ضررا على البيئة بالنظر إلى مكوناتها الكيماوية الضارة وطول بقائها في الطبيعة بحيث لا تنعدم إلا بعد مرور 400 سنة، وفضلا عن تلويثها المادي لمحيطها، فإن تراكمها في الشوارع والأراضي الفلاحية يخلف منظرا لا يسر الناظرين، وقد بادرت بعض الجمعيات المحلية في الآونة الأخيرة إلى شن حملة تواصل لإقناع الباعة بالتخلي عن الأكياس السوداء وتعويضها بأنواع أخرى أقل تلويثا للبيئة. .