امتدت عملية البحث عن يونس ابو يعقوب سائق الشاحنة الصغيرة الفار الذي دهس 13 شخصا في برشلونة، الاثنين الى كل اوروبا بعدما ابلغت السلطات الاسبانية كل اجهزة القارة بهذا المغربي البالغ من العمر 22 عاما. واعلنت السلطات الاسبانية الاثنين انها ابلغت كل اجهزة الشرطة الاوروبية بفرار هذا الشاب الذي قادة الشاحنة البيضاء الصغيرة وزرع الرعب في وسط لارامبلا في برشلونة. واستبعدت السلطات امكانية مقتل ابو يعقوب في الانفجار الذي وقع مساء الاربعاء في منزل استأجره الجهاديون في الكانار (200 كلم جنوب غرب برشلونة) حيث كانت الخلية المسؤولة عن اعتداءي برشلونة وكامبريلس تعد "لهجوم او اكثر"، بينما تسعى الشرطة للتعرف على بقايا بشرية عثر عليها هناك. وقال المسؤول عن الشؤون الداخلية لكاتالونيا جواكيم فورن لاذاعة المقاطعة "هذا مؤكد (لم يقتل في انفجار الكانار) لانه كان يقود الشاحنة الصغيرة، لا يمكن ان يكون مات". ويفترض ان تنشر السلطات الاسبانية معلومات ايضا عن إمام مغربي يدعى عبد الباقي الساتي في الاربعين من العمر دفع الى التطرف الشبان الذين التحقوا بالمجموعة الجهادية التي نفذت اعتداءي برشلونة وكامبريلس (120 كلم جنوببرشلونة) الخميس ومنتصف ليل الخميس الجمعة في كاتالونيا بجنوب شرق اسبانيا. وكان يعيش مثل عدد من المهاجمين الآخرين في مدينة ريبول الصغيرة على سفح جبال البيرينيه حيث قامت الشرطة بعمليات دهم جديدة صباح الاثنين، بعد تفتيش منزل الامام للمرة الاولى السبت. والساتي مختف منذ الثلاثاء. وتحدثت الشرطة عن احتمال ان يكون قتل في الانفجار الذي وقع مساء الاربعاء في منزل في الكانار في كاتالونيا حيث كانت تعد الخلية "اعتداء او اكثر". وتتساءل الصحف البلجيكية عن اقامته في 2016 في بلجيكا في منطقة ماشيلين بالضاحية الكبرى لبروكسل. ونقلت صحيفة "ال بايس" اليومية الاسبانية عن مصادر الاثنين انه توجه في السنتين الاخيرتين الى بلجيكا وكذلك الى المغرب وفرنسا وربما كان على اتصال بتنظيم الدولة الاسلامية. وكان الساتي سجن لجنح صغيرة في الماضي، كما ذكرت وسائل اعلام اسبانية. ونقلت صحيفتا "ال بايس" و"ال موندو" عن مصادر في جهاز مكافحة الارهاب انه التقى في السجن الذي خرج منه في كانون الثاني/يناير 2012 سجناء على علاقة باعتداءات آذار/مارس 2004 التي أدت الى مقتل 191 شخصا في قطارات للضواحي في مدريد. وشارك حوالى الفي شخص الاحد في قداس تكريما لضحايا الاعتداءين اقيم في كاتدرائية "ساغرادا فاميليا" الشهيرة في برشلونة. وجلس رئيس الحكومة المحافظة ماريانو راخوي حسبما تقتضي المراسم الى جانب رئيس كاتالونيا كارلس بودجيمون الذي يختلف معه بشأن مشاريعه الاستقلالية. وتم التأكد رسميا من هويات 12 من القتلى ال14 في الاعتداءين. وبين هؤلاء صبي استرالي بريطاني في السابعة من العمر نشرت عائلته دعوة مؤثرة للبحث عنه، وطفل آخر اسباني يبلغ من العمر ثلاث سنوات. وحتى بعد ظهر الاحد كان عشرة من الجرحى بين الحياة والموت. وكان يمكن ان تكون حصيلة الضحايا اكبر. فقد صرح قائد شرطة كاتالونيا خوسيب لويس ترابيرو ان منفذي الهجمات كانوا يستعدون لتنفيذ "اعتداء او اكثر" في "وقت وشيك" عندما ادى خلل الى الانفجار الذي دمر المنزل الذي كانت تعد فيه الهجمات. وفي هذا المنزل الواقع في الكانار على بعد مئتي كيلومتر جنوب غرب برشلونة والذي كانوا يشغلونه منذ حوالى ستة اشهر، قام الجهاديون بتخزين 120 قارورة غاز على الاقل حسب ترابيرو الذي قال ان الشرطة اكتشفت ذلك عندما كانت تفتش في انقاض المنزل. وروت مارتين غروبي الفرنسية المتقاعدة البالغة من العمر 61 عاما وتقيم في فيلا مجاورة للمنزل الذي انفجر، لفرانس برس انها رأت منذ نيسان/ابريل أربعة رجال "يتحدثون الفرنسية جميعا"، ينقلون بحذر بضائع الى داخل المنزل. وسمحت عمليات البحث في الانقاض في العثور على مواد متفجرة بما في ذلك آثار لمادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) المفضلة لدى جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى الاعتداءين لان انتاجها يتم بمواد تباع في الاسواق. وبعد 24 ساعة على الانفجار الذي وقع مساء الاربعاء، نفذت الخلية الاعتداءين في عمليتي دهس في برشلونة وكامبريلس. مساء الاحد، عاش سكان برشلونة لحظة تضامن اخرى خاصة جدا في ستاد كامب نو حيث فاز نادي برشلونة لكرة القدم على ريال بيتيس اشبيلية (2-0) مع استئناف الدوري الاسباني. ووضع اللاعبون شارات سودا وكتبوا على قمصانهم "برشلونة" بدلا من اسمائهم. وقال البلجيكي مارتن ديمونستر (44 عاما) الذي حضر المباراة انه رفض الغاء تذكرته خلافا لما فعله آخرون. وصرح لفرانس برس "شعرت بالخوف بالتأكيد (…)، لكن عدم الحضور يعني تحقيق ما يريدونه تماما". ومساء الاثنين ينظم المسلمون في برشلونة تظاهرة ضد الارهاب.