مهرجان تطوان السينمائي يناقش الإنتاج السينمائي المشترك وقضايا السينما والرواية المغربية ويفتح ملف تاريخ المورسكيين في السينما المتوسطية يحرص مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحرة الأبيض المتوسط على تنظيم برنامج ثقافي حول السينما، إلى جانب المسابقة الرسمية في الفيلم الطويل والقصير والوثائقي والعروض الخاصة، وتكريم الرواد والوجوه الجديدة في السينما المتوسطية. وفي انتظار الإعلان عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، والتي تتضمن أفلام من المغرب والجزائر وتونس ومصر وفرنسا وكرواتيا وفلسطين، وحرصا على تأكيد العمق الثقافي للمهرجان، تحتضن الدورة الحالية، التي تقام في الفترة من 23 إلى 31 مارس الجاري، ندوة دولية متخصصة، حول "مشاكل الإنتاج المشترك والتوزيع في دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط". وبحسب أرضية الندوة، فغن الرهان من وراء مساءلة هذا الملف السينمائي الدقيق هو المساهمة في نقاش يشغل مهنيي القطاع، من منتجين وموزعين وسينمائيين وجامعيين، حول مستقبل سينما المتوسط، في علاقة مع دورة الإنتاج السينمائي عبر العالم، من أجل مواكبة سرعتها والإمكانيات التي تتيحها، ومن أجل تبادل الخبرات والمهارات وتقنيات الإنتاج التوزيع في مختلف بلدان العالم. كما سيعرف المهرجان تنظيم مائدة مستديرة حول "السينما والرواية المغربية"، ينتظر أن تلامس علاقة المخرجين السينمائيين بالمتن السردي المغربي، أمام قلة النصوص الروائية والسردية، عموما، التي انتقلت إلى الشاشة الكبرى، منذ مسرحية "حلاق درب الفقراء" ليوسف فاضل، التي أخرجها الراحل محمد الركاب فيلما سينمائيا، يظل واحدا من أفضل عشرة أفلام عربية، لدى العديد من مؤرخي السينما العربية، وقصة "بامو" لأحمد زيادي، التي أخرجها إدريس المريني فيلما روائيا سنة 1983، و"صلاة الغائب" للمخرج حميد بناني، سنة 1991عن رواية للطاهر بنجلون، و"الغرفة السوداء" لحسن بنجلون، سنة 2003، عن السيرة السجنية لجواد مديديش، و"جارات أبي موسى" لمحمد عبد الرحمن التازي، عن رواية أحمد التوفيق، التي تحمل الاسم نفسه، سنة 2004، و"جناح الهوى" لعبد الحي العراقي، عن رواية "قطع مختارة" لمحمد ندالي، سنة 2011، وآخرها "يا خيل الله"، لنبيل عيوش، عن رواية "نجوم سيدي مون" لماحي بنبين. وقد طرحت أرضية الندوة عددا من الأسئلة على النقاد والمخرجين المشاركين في الندوة، من قبيل التساؤل عن الأسباب الرئيسة التي تقف خلف القطيعة غير المبررة بين السينما والرواية المغربية، وعما إذا كان النص الروائي المغربي يستعصي على المعالجة السينمائية؟ أما الندوة الدولية الكبرى لمهرجان تطوان المتوسطي، فتفتح ملف السينما وتاريخ الموريسكيين، على اعتبار أن قضية الموريسكيين قد شكلت، ولاتزال، جزءا مهما من ذاكرة المتوسط التاريخية والإنسانية. وسجلت ورقة الندوة ما أسمته الاهتمام غير المسبوق، في السنوات الأخيرة، من خلال "إعادة مقاربة هذا الملف التاريخي، من قبل المشتغلين بالحقل السينمائي المتوسطي، حيث تم إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية والتخييلية التي تتطرق لهذا الموضوع من زوايا نظر متعددة"، تقول الورقة. ومن المنتظر أن يشارك في هذه الندوة الدولية جامعيون ومؤرخون وسينمائيون مغاربة وإسبان، كما سيتم عرض أفلام وثائقية عن تاريخ المورسكيين، ضمن برنامج الدورة الحالية من المهرجان. وضمن البرنامج الثقافي للدورة، سيشرف التشكيلي والسينمائي البلجيكي إيمانويل بايون، وهو خريج عضو الأكاديمية العليا للفنون الجميلة ببلجيكا، واحد المهتمين بجمالية الصورة، على ورشة سينمائية، طيلة أيام المهرجان. هذا، ويعرف مهرجان تطوان السينمائي، ولأول مرة، تنظيم مسابقة للأفلام التربوية القصيرة، ستكون خاصة بمؤسسات التعليم في نيابة تطوان، حيث ستتبارى ستة أفلام تربوية على جائزة المهرجان للفيلم التربوي، أمام لجنة تتكون من محمد فرح العون، مدير الفيلم التربوي بفاس، وخديجة البقالي، مديرة إذاعة تطوان الجهوية، والممثلة المغربية فرح الفاسي. يذكر أن جمهور المهرجان سيكون على موعد مع جلسات لمناقشة جميع الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، بفضاء المعهد الوطني للفنون الجميلة، إضافة إلى لقاءات مفتوحة مع المخرجين والممثلين المكرمين في هذه الدورة، وهم المخرج الإسباني فرناندو طرويبا، والمخرج التونسي رضا باهي، والممثل المصري أحمد حلمي، والمخرج المغربي سعد الشرايبي، والممثلة المغربية ثريا العلوي.