خلدت الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا الذكرى ال 43 لانطلاق المسيرة الخضراء، وذلك خلال حفل، نظمته مساء أمس الثلاثاء، سفارة المغرب ببلجيكا والقنصلية العامة للمملكة بلييج. وبعد كلمة ترحيبية للقنصل العام للمملكة بلييج حسن التوري، تناول الكلمة سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ السيد محمد عامر استحضر فيها دلالات ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، " ذلك الحدث العظيم الذي فاجأ العالم بفضل عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني "، من أجل استرجاع أقاليمنا الصحراوية واستكمال وحدتنا الترابية. وقال إن المغرب، ومنذ ذلك الحين، وهو يواجه مناورات خصوم وحدتنا الترابية، تمثلت بالأساس في إحداث " جمهورية وهمية "، مشيرا إلى أن المغرب تمكن بفضل حكمة وتبصر ملوكه، وتعبئة مواطنيه من إفشال هذه المناورات. وأبرز أن تخليد ذكرى هذه السنة تزامن مع قرار 2440 لمجلس الأمن الدولي والذي حقق تقدما كبيرا نحو التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع. من جهة أخرى، أكد السفير أن المغرب تمكن من أن يحول مناطقه الجنوبية إلى نموذج يحتدى في مجال التنمية، يحظى بإشادة دولية، مبرزا في هذا الصدد أن هذه المناطق تحقق معدل نمو يتجاوز المعدل الوطني. وشدد على التضحيات الجسام التي قام بها المغاربة من أجل الدفاع والنهوض بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدا في هذا الإطار على الدور الذي يضطلع به أفراد الجالية المغربية في الخارج في الترافع عن قضية الصحراء أمام المحافل الدولية. وأكد السيد عامر على ضرورة مواصلة التعبئة وتظافر الجهود من أجل تعزيز التنمية في هذه الأقاليم التي أصبحت همزة وصل بين المغرب وإفريقيا وذلك بفضل سياسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما حث على ضرورة مواصلة التعبئة في صفوف الدبلوماسية الرسمية والموازية على السواء من أجل إحباط مناورات خصوم وحدتنا الترابية. بعد ذلك، تم عرض الشريط السينمائي " المسيرة الخضراء " لمخرجه يوسف بريطل والذي يوثق لهذه الملحمة الكبرى التي بصمت تاريخ المغرب الحديث. وأعرب مخرج الشريط عن اعتزازه بالمشاركة في تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، مشيرا إلى أن شريطه وسيلة لنقل قيم التضحية والوطنية والتعبئة الجماعية التي ميزت هذه المسيرة إلى الأجيال المقبلة. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الشريط يحكي اللحظات التي عاشها المتطوعون للمسيرة الخضراء (350 ألف) والذين شدوا الرحال جميعا، تلبية لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني، من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية من الاستعمار والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. كما يؤكد هذا الشريط قدرة السينما على تجاوز الخيال والدفاع عن قضية الصحراء المقدسة لدى جميع المغاربة. وتخللت هذه الأمسية، التي حضرها عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، فقرات فنية وأغاني وطنية أداها عدد من الأطفال. المصدر: الدار/ وم ع