قد لا نحتاج إلى مصدر مطلع، أو عليم، أو موثوق أو "مَفْرُوشْ" حتى، للتأكيد على أن رئيس حكومتنا الموقرة، سعد الدين العثماني، لن يتذوق طعم النوم مستقبلا، ولن يصبح له وجه أحمر ليُقابل به الناس، أو تلك الكتلة الناخبة التي جرب فيها "البيجيدي" كل وعوده الانتخابية، ومن ضمنها الوعد بالنفخ في "مانضات" العباد في هذه البلاد. ولأننا نتنفس نفس "البَرْد" الموجود في غلاف الكرة الأرضية، فإن الرياح القادمة من كازاخستان، ستجعل العثماني يتمنى لو تنشق الأرض ويرمي نفسه فيها، حتى لا يضع "كْحلْ الراس" عندنا مقارنات بينه وبين رئيس حكومة كازاخستان "الله ينفعنا ببراكتو". تصوروا أن حكومة هذا البلد، كازاخستان، ستشرع خلال الأسابيع المقبلة، في سداد ديون الفقراء العالقة في البنوك، في حدود 7.9 آلاف دولار، يعني "8 المليون سنتيم ديالنا، مليون ينطح مليون". بل ووضعت قائمة بأسماء "البّوفْرية" الذين قهرتهم الديون، وعددهم أزيد من نصف مليون مواطن، كما تعبأت الحكومة ورئيس البنك الوطني الكازاخستاني من أجل التسريع بتحرير رقاب الناس من ثِقْل "لكريدي لعنه الله". والأكثر من ذلك، إن رئيس الدولة السي قاسم جومارت توكاييف، رحّب بمقترح الحكومة، وسارع إلى إصدار مرسوم لشرعنة العملية.. بينما نحن، في هذه الرقعة السعيدة، وهذه هي المصيبة، لا تجتهد حكوماتنا عند وضعها ميزانية العام، سوى في إبداع صيَغ لإرهاق الناس بالضرائب، والزيادات في الأسعار و"انت غادي"، مما يدفع "البشار" عندنا دفعا إلى "الكريدي"، مقلدا في ذلك الجمل الذي أثقله صاحبه بالأحمال.. فقال له "غير زيد حُطْ.. مانايضاش مانايضاش". ولأن أخبارا من هذا القبيل "تُعنكش" حكومة السي العثماني، وبالتالي لا يمكن لموقع حزبه نشرها، "باش ماينوضش عليهم النحل" أو تكثر المقارنات بين "اللي يسوا واللي مايسواش"، فإنها تقتصر على تلك الأخبار التي تشجع الناس على الدعاء للحكومة، ونصرها على من عاداها، ولِمَ لا تشتيت شملهم، والتضامن معها أيضا، تماما كالخبر الذي نشره موقع الحزب العام الماضي، وجاهدت فيه الكتائب الإلكترونية ب"البارطاج"، حتى يصل، بدلا عن الخبز، إلى أعلى دوار مقلّز فراس الجبل. الخبر الذي نشره موقع حزب العثماني يقول إن الماليزيين جمعوا في ظرف شهرين فقط، تبرعات وصلت إلى 41 مليون دولار، منحوها للحكومة لتسديد الديون الخارجية لبلدهم. "بلاتي"، هل يعلم السي العثماني، الذي أغرق مع سلفه بنكيران البلاد في المديونية، أن ماليزيا التي سدد مواطنوها ديونها الخارجية تحقق معدل نمو سنوي جيد: "العام العيّان كيوصلو 5 ونص فالمية"،.. بمعنى، ليس مثل "الموغريب"، الذي يتوعد فيه البيجيدي ببنكيرانييها وعثمانييها بتحقيق 7 في المائة، و5,5 في المائة، ولا نحصل في نهاية العام سوى على 2 أو 3 فالمية في أفضل الأحوال، هذا إذا استثنينا تحقيق نسبة 1.2 في المائة في آخر سنة من ولاية بنكيران، والتي لا يمكننا الاعتماد عليها، لسبب بسيط هو أن بنكيران كان مجرد "سطاجير"، لم يكف بعد عن تعلم "لحسانة في ريوس ليتامى"، ناهيك عن الأرامل وزيد وزيد. اليوم، ونحن نعيش في زمن "البَّاجدة" الذين ابتلانا بهم الله كقدر سياسي خلال ولايتين، لا يسعنا إلا الدعاء: "اللهم لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه"!