أثبتت قمة "تيكاد 9" في يوكوهاما أن مسار الشرعية الدولية يسير بثبات لصالح المغرب، بعدما جددت اليابان موقفها الصريح والواضح برفض الاعتراف بالكيان الانفصالي، مؤكدة ثلاث مرات أن ما يسمى "البوليساريو" لا يمتلك أي وضع دبلوماسي ولا يمثل أي كيان شرعي. هذا الموقف لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل إعلان سياسي يعكس رؤية دولة كبرى تراهن على الاستقرار والشرعية في شراكاتها مع إفريقيا. في المقابل، حاولت الجزائر تضخيم حضور باهت للانفصاليين داخل قاعة المؤتمر، حضور بلا علم، بلا خطاب، وبلا أي قيمة سياسية، لتسوقه للرأي العام الداخلي كأنه "انتصار". غير أن الواقع كان أوضح: صورة هامشية لا تغير من الحقائق شيئاً، بينما اليابان وضعت النقاط على الحروف، وأكدت أن لا مكان لكيان وهمي في تحالفاتها الدولية. هذا المشهد لم يكن معزولاً عن التحولات التي تعرفها القارة الإفريقية، حيث سارعت دول مؤثرة إلى فتح قنصليات في العيون والداخلة، في خطوة عملية تثبت مغربية الصحراء، فيما تعزز الرباط مكانتها كحليف موثوق لشركاء كبار في آسيا وإفريقيا. الصين ونيجيريا والهند والسنغال كلها أمثلة لدول اختارت التعامل مع المغرب باعتباره قوة صاعدة وفاعلاً استراتيجياً، متجاهلة أطروحة الانفصال التي فقدت كل وزنها. أما الجزائر، فظلت أسيرة خطابها الدعائي، تصرف مليارات الدولارات من عائدات الغاز والبترول على رحلات وإقامات وفود انفصالية في فنادق فاخرة، بينما شعبها يعاني الأزمات المعيشية والتهميش السياسي. إنها مفارقة صارخة تعكس الفرق بين دبلوماسية مغربية تحصد المكاسب على الساحة الدولية، ودبلوماسية جزائرية غارقة في بيع الوهم. لقد كشفت "تيكاد 9" أن الدبلوماسية ليست صوراً ولا حضوراً شكلياً في الصفوف الخلفية، بل مواقف صلبة تؤسس للتحالفات الاستراتيجية المستقبلية. والمغرب، بثقله المتنامي وشرعيته المعترف بها، رسخ موقعه كشريك لا يمكن تجاوزه في إفريقيا والعالم، بينما تهاوت رهانات الجزائر على كيان وهمي فقد آخر أوراقه.