في رمضان سنة 583 ه، خاض صلاح الدين الأيوبي معركة حطين، واحدة من أهم المعارك في تاريخ الشرق الأوسط، حيث قاد صلاح الدين الأيوبي المعركة لكسر شوكة الصليبيين المتحكمين حينها في الشاطئ والشريط الشامي. كانت المعركة تحمل معها رمزية كبيرة، فقد كان عمر الغزو الصليبي في تلك الأرض أزيد من 90 سنة، فممالكهم كانت قد غرست أقدامها في الأرض الشامية إلى أقصى درجة. خرج صلاح الدين الأيوبي مع جيشه، متحدياً ومصمماً على كسر هيمنة الصليبيين وتحرير الأرض المقدسة من قبضة الصليبيين الظالمة. وبينما تدفقت الدماء وتعالت أصوات المعارك في سهل حطين، تحول المعركة إلى معركة حاسمة، ظهرت فيها قوة وبأس جنود صلاح الدين الأيوبي. وبصوارم سيوف جيش صلاح الدين الأيوبي انتهت المعركة بانتصار المسلمين، وانهيار شوكة الصليبيين حيث تفرقت جيوشهم مهزومة أمام طغيان سيوف المسلمين. وبهذا الانتصار العظيم في حطين، انفتحت البوابة لتحرير المسجد الأقصى، ووضع نهاية لمأساته التي استمرت لمدة تزيد عن 90 سنة. معركة حطين، لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت معركة لتحرير الأرض وتمكين الإسلام، وكانت نقطة تحول هامة في تاريخ الصراع بين المسلمين والصليبيين.