حبكة جميلة وموضوع مثير وطاقم متنوع من الممثلين والممثلات، وفضاءات تصوير مفتوحة انتقاها المخرج حميد باسكيط بعناية لعمله السينمائي الطويل "صمت الفراشات"، الذي عرض ليلة أمس الجمعة بشكل خاص في قاعة سينما "كوليزي" بالرباط، بعد عرضه ما قبل الأول متم الأسبوع الماضي ب "ميغاراما" بالبيضاء.. الفيلم يحكي قصة رئيسية تدور حول قضية وفاة فنانة معروفة في ظروف غامضة، تتفرع عنها قصص أخرى تسير أحداثها بالموازاة مع بعضها البعض، لتقود إلى فك شفرة جريمة تشعبت خيوطها وكشفت عن مفاجآت عدة قادت في النهاية إلى التوصل لهوية الجاني.. ركب المخرج حميد باسكيط الصعب في عمله الجديد "صمت الفراشات"، لأنه اختار الاشتغال على جانب تقل إثارته في الطرح السينمائي لدى المخرجين المغاربة، وهو ذاك المتعلق بالبعد النفسي لشخصيات العمل وتدخله في تحديد سلوك وردود فعل هؤلاء في قضايا العنف المرأة والبيدوفيليا.. ففي الفيلم يؤدي الخلل النفسي لأحد شخوص الفيلم إلى اغتصاب رجل متزوج لابنتيه الطفلتين وابنة الجيران، وهو ما سينجم عنه خضوع الزوجة أولا للمتابعة النفسية ثم وقوع جريمة قتل ستضع حدا لهذا الزوج الشاذ. في الفيلم، يطرح موضوع الشك بطلة العمل الشابة، ويظهر مدى تأثيره الذي سيقود إلى ارتكاب جريمة عن طريق الخطأ في حق والدتها الفنانة الشهيرة، رغم محبتها الكبيرة لها ورغم تقديرها لجهودها المبذولة في سبيل تربيتها بعد تخلي الوالد عنها.. كما يتبين أثر الشك على نفسية زوج الهالكة، بعد علمه بوفاتها وهي حامل بالنظر إلى كونه عقيما.. يعكس الفيلم أيضا جانب الغيرة المنعكس من خلال صديقة الفنانة الهالكة، حيث تسعى الأخيرة في التقرب من زوج الأخيرة محاولة الارتباط به وشغل مكانتها بعد الموت.. دون إغفال جانب استغلال السلطة والنفوذ الذي يتجلى في الفيلم من خلال سلوك ضابط الشرطة، الذي يتعمد ترك البطل الطبيب ينتظر في الممر، إضافة إلى اقتياد البطلة الشابة إلى مخفر الشرطة بفعل السكر واستجوابها بعد ذلك في جريمة قتل والدتها.. يشار إلى أن فيلم "صمت الفراشات" سبق له التتويج في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، وهو من تشخيص أمين الناجي وسارة برلس وسعيدة باعدي ورشيد الوالي وعادل أبا تراب ومنصور بدري مع مشاركة شرفية للفنانة السوبرانو سميرة القادري.