تواصل جائزة نوبل، إحدى أرقى الجوائز في العالم، تكريس التميز والإنجاز في مجالات العلوم والأدب والسلام والاقتصاد. وينضم كل فائز بهذه الجائزة إلى صفوف الرواد وأصحاب الرؤى الذين تركت مساهماتهم بصمة لا تمحى في تاريخ البشرية. في هذا الحوار الذي خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، يسلط البروفيسور أولف دانيلسون المتخصص في الفيزياء النظرية وأمين لجنة نوبل للفيزياء، الضوء على معايير اختيار المرشحين لجائزة نوبل للفيزياء وتأثير البحث العلمي على الإنسانية. 1- هل يمكنكم شرح الاكتشاف أو البحث المذهل الذي أدى إلى منح جائزة نوبل في للفيزياء ؟ م نحت جائزة نوبل للفيزياء لثلاثة باحثين بارزين نظير أبحاثهم الثورية في مجال ومضات الضوء التي تسمح بفهم الحركات فائقة السرعة للإلكترونات داخل الذرات والجزيئات. وكانت مساهمتهم هي إنشاء "نبضات ضوئية قصيرة للغاية"، مما جعل من الممكن قياس العمليات السريعة المرتبطة بحركات الإلكترونات وتغيراتها. لقد مهدت هذه التطورات الطريق أمام استكشاف الظواهر بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يكن من الممكن ملاحظتها في السابق. تمكن الباحثون أيضا من توليد نبضات ضوئية تصل إلى الأتو ثانية، وهي وحدة زمنية قصيرة جدا. الأتو ثانية، والتي تعادل جزءا من مليار جزء من مليار جزء من الثانية (10 أس -18)، تمثل أصغر وحدة زمنية تم قياسها على الإطلاق. 2- ما هو التأثير الذي تتوقعون أن يحدثه هذا الإنجاز الحائز على جائزة نوبل على مجال الفيزياء أو المجتمع ككل ؟ يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات مثل التشخيص الطبي. تكشف النتائج التي توصلوا إليها عن رؤى جديدة حول سلوك الإلكترونات، والجسيمات الأساسية، ولها تطبيقات صناعية في أشباه الموصلات. أود تسليط الضوء، بشكل خاص، على الجانب العملي لهذا المنجز في مجال التصوير، وكذا الطريقة التي تتيح قياس موضع الإلكترونات في عملية تذكرنا بموجات الماء. علاوة على ذلك، في القطاع الطبي، حيث ركز أحد الفائزين الثلاثة، فيرينك كراوسز عمله، تتمتع هذه التكنولوجيا بإمكانيات كبيرة للتشخيص الأولي. في الواقع، يمكنه اكتشاف أدنى التغيرات في الضوء على عينة الدم، مما يجعل من الممكن تحديد التوقيعات الضوئية المرتبطة بالعلامات البيولوجية للأمراض، وبالتالي تمهيد الطريق للكشف المبكر عن هذه الحالات. 3- هل يمكنكم أن تقدموا لنا بعض التوضيحات حول عملية الانتقاء والمعايير التي أدت إلى الاعتراف بهذا الإنجاز بالذات في الفيزياء ؟ بشكل عام، تبدأ عملية انتقاء الحائز على جائزة نوبل للفيزياء بترشيحات يقدمها خبراء بارزون، يتبعها تقييم صارم لجودة وتفرد وتأثير مساهمات المرشحين من قبل لجنة الاختيار. بعد ذلك، توصي هذه اللجنة بالفائزين المحتملين إلى لجنة نوبل للفيزياء، التي تتخذ القرار النهائي. تعتمد معايير الاختيار على أهمية المساهمات في فهم الفيزياء وتأثيرها على المجال، ولكن يمكن منح الجائزة لثلاثة فائزين كحد أقصى ولا يشترط منحها سنويا. ولا تزال النتائج تعلن في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم. وهنا يتعين الإشارة إلى أن عملية الترشيح لجائزة نوبل للفيزياء طويلة للغاية ويمكن أن تمتد لعقود. بل إنها أطول عملية من بين جميع الجوائز الدولية. المصدر : الدار – و م ع