تعرف تونس أزمة الخبز المتواصلة، حيث يواجه المواطنون التونسيين نقصا كبيرا في الكميات المعروضة للخبز، حيث بلغت أسعار الأصناف غير المدعمة مستويات مرتفعة قياسية. على ذلك، يعيش الشعب التونسي صعوبة في توفير هاته المادة الغذائية الرئيسية في كل مائدة، الأمر الذي استفحل بهم، بعد اصطفافهم في طوابير طويلة ينتظرون أمام الأفران التي تتلقى الدقيق المدعّم، في المقابل، هناك فئة أخرى تخضع للوضع وتقبل بالأسعار النارية المعروضة لتشتري من الأفران التي تصنع الخبز وفق أسعار حرّة. في سياق متصل، نقلت تقارير الصحف التونسية، وجود احتقان كبير بسبب ندرة الخبز في عدد من الولايات، فضلا عن إعلان العديد من المخابز إفلاسها، نظرا لمعاناتها من عدم صرف إعانات الدعم لمدة تجاوزت 14 شهرا، حسب ما يؤكده بيان لأصحاب المخابز في مدينة صفاقس، ما جعل عددا منها تعلن قرار الإفلاس، والتوقف التام عن العمل ابتداءً من الشهر القادم، مع ما يتبع ذلك من تسريح ما يقارب من خمسة آلاف عامل، ليصبح الحصول على الخبز اليومي عند المواطن التونسي أمرا عسيرا و صعب المنال. ويتساءل البعض عن السبب في هذه الأزمة، هل هي مفتعلة من طرف تدخلات أطراف سياسية، أم لها أسباب خارجية من قبيل سوء تدبير قطاع المخابز والتقلبات المناخية؟ من جانبه، فالرئيس قيس سعيّد يتهم " لوبيات و أطراف"أنها هي من تسببت في هذا الوضع الكارثي لأزمة الخبز في تونس، حيث اعتبر أن الهدف من افتعال هاته الأزمات المتجددة غايته تأجيج المجتمع لغايات سياسية واضحة. كان قد تمّ نشر ملخص اللقاء الذي كان بين الرئيس التونسي قيس سعيّد بوزيرة التجارة كلثوم بن رجب قزاح، حيث ذكر منشور الصفحة أن مسألة ندرة الخبز في بعض الولايات تعود إلى "سعي البعض إلى تأجيج الأوضاع الاجتماعية والعمل على افتعال الأزمات، حيث أنه من غير المقبول ألا يتوفر الخبز في ولاية في حين يتوفر في ولايات أخرى مجاورة". مضيفا: أنه لن يسكت على تجويع الشعب التونسي، كما يرجع المسؤولية إلى خلل يضرب حلقة الإنتاج بشكل كامل، ما أدى إلى ارتباك على مستوى صناعة الخبز. من جانبه، ذكر الرئيس الأسبق لتونس المنصف المرزوقي لقناة الحوار بما مفاده: " "إنتاجنا المحلي من القمح ضعيف جدا، نحن مضطرون لشرائه من الخارج، لكن نظرا لأننا في دولة مفلسة، فليست لدينا الإمكانيات لشرائه"، يضيف قائلاً أن: "قيس سعيّد عاجز عن قول الحقيقة، والناس لا تفهم أن وجوده في السلطة يفاقم الأزمات لكون الاقتصاد مرتبط بالاستقرار السياسي".. يذكر أن، تونس تشهد تراجعا في إنتاج الحبوب بسبب الجفاف، حيث أن الإنتاج الوطني غير قادر على تلبية احتياجات الشعب التونسي لهذا العام، الأمر الذي اضطرت معه الحصول على مساعدات دولية، لمكافحة نقص التزويد بالمواد الحيوية كالقمح، كما أعلنت الولاياتالأمريكية الشهر الماضي، منح تونس هبة تتمثل فيما يقدّر ب25 ألف طن من الحبوب.