كل مرة يحاول النظام العسكري الجزائري، الضحك على الذقون من خلال إشهار ورقة التهديد بشن هجومي عسكري على المغرب، متناسيا أن القوات المسلحة الملكية على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم من عجائز كابرانات قصر "المرادية". أمس الاثنين، ترأس الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، وهو الاجتماع الذي لم يرشح عنه أي شيء في وسائل الاعلام الجزائرية، لإيهام الرأي العام المحلي، و الدولي بأن الكابرانات يخططون لأمر جلل لما يعتبرونه في مخيلتهم "تغييرا لقواعد اللعبة في المنطقة" من خلال شن هجوم عسكري على المغرب، وهي أسطوانة مشروخة ألف المغرب سماعها، خاصة منذ طرد جرذان جبهة "البوليساريو" من معبر "الكركرات" الحدودي. صحيفة "أفريكا إنتلجنس"، المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية بالمنطقة، نقلت عما اعتبرته مصدر "موثوقا" ان المجلس الأعلى للأمن بالجزائر، تدارس سيناريو مواجهة عسكرية مع القوات المسلحة الملكية المغربية. وإذا كان المغرب بحكمته وتعقله، المشهود لهما به على الصعيد الدولي، قد اختار عدم الانجرار خلف الأساليب التي ينتهجها النظام في الجزائر، خاصة بعد أن اتهمت الرئاسة الجزائرية الجيش المغربي ب"قتل مواطنين جزائريين بسلاح متطور" في نونبر 2021، فان المغرب بقواته المسلحة الملكية قادرة على صد أي تحرك جزائري. ما يؤكد أن التلويح بالحرب مجرد سياسة نظام عسكري جزائري فاقد للشرعية والمشروعية، هو كون البلاد تعيش على صفيح أزمات اقتصادية واجتماعية متوالية أنهكت الاقتصاد الجزائري، وبالتالي فان الكابرانات يبحثون عن الشرعية في الخارج من خلال افتعال هذه الأزمات مع المغرب، والهاء الشعب الجزائري بأسطوانة "تقوية الجبهة الداخلية" و "الحرب مع المغرب"، و غيرها من الخطابات التي لم تعد تنطلي حتى على الشعب الجزائري، كما أن الصواريخ الجزائرية هي بالأساس صواريخ روسية، وروسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا وليست في وارد إشعال حرب أخرى. واعتاد كابرانات قصر "المرادية" اشهار ورقة الحرب لتخويف المغرب، متناسين أن المغرب يمتلك من العتاد و الأسلحة المتطورة ما يجعله قادر على التصدي لأية مناورات تستهدف وحدته الترابية و أمنه واستقراراه، وبالتالي فان انعقاد المجلس الأعلى للأمن بالجزائر، أمس الاثنين، ومحاولة ايهام الداخل والخارج بأن الجزائر تستعد لمواجهة محتملة مع الجيش المغربي، ليس سوى در للرماد في العيون، وليست بمناورات جديدة، بل هي قديمة، حيث سبق للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن أكد في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نهاية دجنبر 2020، أن قرار قطع العلاقات مع الجارة المغرب كان بديلاً لنشوب حرب بين الدولتين. النظام العسكري الجزائري، يحاول كل مرة اختلاق المبررات لجر المغرب الى الرد ثم الرد المتبادل ثم الدخول في مواجهات محدودة ثم الحرب الشاملة، في تكتيك أفشله المغرب بحكمته وتبصره وعدم انجراره وراء خطابات عقيمة لا تعدو أن تكون "فرقعات إعلامية" موجهة للاستهلاك المحلي في الجزائر، لإخماد نيران ثورة توشك على الانفجار في أية لحظة. وأي تكون جدية المناورات العسكرية الجزائرية، فان الجيش المغربي عمل خلال السنوات الأخيرة على تحديث وتطوير أسطوليه الجوي والبحري، وتزويد قواته البرية بدبابات وعتاد متطور، وأدوات لوجستية، وتكوين العناصر، وإجراء المناورات، وهو نوع من امتلاك لقوة الردع، ما يمكنه من الحد من أي تقدم للعدو على الساحة، غير أن هدف المغرب هو الدفع في اتجاه السلم و الأمن والاستقرار في شمال افريقيا والساحل والصحراء.