آمال كبيرة كان يعقدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على انتخابات منتصف الولاية للعودة مجددا الى دائرة الأضواء، والترشح الى الانتخابات الرئاسية لعام2024، غير أن النتائج أتت عكس ما كان يشتهيه ترامب، الذي خرج، بحسب مراقبين "خالي الوفاض" في انتخابات كرست فوز الديمقراطيين. ورغم تركيز الجمهوريين في حملتهم على التضخم لحرمان جو بايدن من غالبيته في الكونغرس لاسيما وأن شعبيته تتراجع، وكون انتخابات منتصف الولاية التي تنظم بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية، هي بمثابة تصويت يعاقب الإدارة القائمة، الا أن الرئيس جو بايدن، تمكن من الحد من الأضرار، أفضل مما كان متوقعا. وحرم الحزب الديمقراطي، الرئيس السابق دونالد ترامب من تشكيل حركة مد في الكونغرس كان يراهن عليها للعودة مجددا إلى البيت الأبيض، كما انتزع معسكر الرئيس الديمقراطي بايدن، من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشدّ في هذه الانتخابات داخل مجلس الشيوخ. في ولاية بنسلفانيا، فاز الديمقراطي جون فيترمان بعد أمسية سادها توتر شديد وعملية شاقة لفرز الأصوات، مما دفع الحزب الجمهوري، الذي توقعت تقديرات أن يحصد عددا إضافيا من المقاعد، 10 أو 25 أو حتى 30، الى خفض سقف توقعاته، كما انتزع الديمقراطيون أيضا منصبي حاكمين من الجمهوريين في ماريلاند وماساتشوستس حيث ستكون مورا هيلي أول مثلية الجنس تتولى منصب حاكمة. واتصل بها بايدن فورا لتهنئتها. التشكيلة النهائية للكونغرس باتت حاليا واضحة، بانتظار حسم ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ عن ولايات أريزونا ونيفادا، حيث قد يستغرق فرز الأصوات عدة أيام إضافية، وجورجيا، حيث ستجري جولة ثانية في السادس من دجنبر القادم. وفي انتظار ذلك الموعد، خرج بايدن، البالغ 79 عاما، منتشيا بالنتائج المحققة، قائلا :"لم يحصل ذلك.. أعتقد أنه كان يوماً جيداً بالنسبة للديموقراطية"، في وقت أقر فيه منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان يراهن على تحقيق أنصاره فوزا كبيرا للإعلان عن قراره الترشّح للانتخابات مجددا، بأن " نتائج انتخابات منتصف الولاية كانت "مخيّبة للآمال نوعا ما". بالرغم من انخراطه بجد في حملة انتخابات منتصف الولاية معوّلا على نجاح مساعديه لخوض السباق الرئاسي في 2024، ووعده "بإعلان كبير جدا" في الخامس عشر من نونبر، وهو الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، الا أن الرئيس ترامب خرج، بحسب مراقبين لهذه الانتخابات، "ضعيفا" رغم حملة كبيرة لأنصاره تركزت على التضخم لهزم بايدن. هذا، و يترقب الأميركيون، اليوم الخميس، النتائج النهائية لانتخابات منتصف الولاية الرئاسية الأميركية، بينما أشاد الرئيس جو بايدن بما اعتبره نجاح حزبه الديموقراطي في صدّ "موجة حمراء" جمهورية، معلنا أمس الأربعاء، في تصريحات صحفية للصحافيين في البيت الأبيض، "نيّته" الترشح لولاية ثانية عام 2024، متعهّدا التوصل إلى قرار نهائي في هذا الصدد "مطلع العام المقبل". رغم أن انتخابات منتصف الولاية تقيس الى حد بعيد شعبية الرئيس الحالي، جو بايدن، الا أن مناشدات بايدن للتعاون بين الحزبين يرجح أن تصطدم بجدار جمهوري، وحتى إذا نال الجمهوريين أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، سيحظون بسلطة رقابية كبيرة تعهّدوا استخدامها لإطلاق تحقيقات تستهدف بايدن والمقرّبين منه. ينزل الجمهوريون بكل ثقلهم لاستغلال أي خطأ يرتكبه المعسكر الديموقراطي بينما يضعون انتخابات 2024 الرئاسية نصب أعينهم، وهو ما تأكد في تصريحات النائبة المقرّبة من الرئيس السابق دونالد ترامب، التي تمثّل ولاية جورجيا في الكونغرس، مارجوري تايلور غرين، حينما قالت في بيان "سأقود المعركة للتأكد تماماً من عدم إخفاق حزبي".