"#الحجاب_رحمة_طاعة"، هكذا أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة، تدعوا السيدات إلى "ارتداء الحجاب" بهدف الحد من "ظاهرة التحرش" بالمغرب. وانطلقت الحملة منذ النصف الأول من شهر أبريل عبر "الصفحات الإسلامية" على موقع "فيسبوك" ثم انتقلت إلى موقع تويتر عبر ذات الشعار. ويدعو القائمون على الحملة إلى ضرورة نشر"الحشمة والحياء عن طريق توجيه نداء للنساء إلى ارتداء "اللباس الإسلامي". وقالت إحدى الصفحات عبر فيسبوك " إن حملتنا المباركة الهادفة لتشجيع النساء بجميع أعمارهن لارتداء الحجاب الشرعي مستمرة بإذن الله تحت هاشتاغ الحجاب_طاعة_ورحمة". وأضافت الصفحة ذاتها، "وننتظر مزيدا من الانضمام لحملتنا من الصفحات والمواقع النبيلة والهادفة في المغرب". ومن جهة أخرى، قوبلت الحملة بانتقادات واسعة، إذ اعتبرها نشطاء تعديا على الحريات الفردية وإهانة للمرأة لأنها تختزل قيمتها في جسدها أو ثيابها. وقالت احدى المعارضين لهذه الحملة بأسف، " ما يؤلمني أكثر، هو حينما أرى طفلة وقد ألبسها أهلها الحجاب، وهي لا زالت لم تدرك بعد، رمز ودلالة ذلك الزي الذي تغطي بها جسمها الفتي". وأضاف آخر، في تفاعله مع إحدى التدوينات المؤيدة للحملة" لقد سبق أن عرفت الحجاب بأنه قطعة من الثوب تضعها النساء على رؤوسهن، ويمكن البرهنة على أن الحجاب أصبح عادة متعلقة باللباس مثلما كان النقاب المغربي أو الجلباب المغربي، أنماط اللباس تتغير مع تغيير أحوال الناس عبر الزمن". ومن جهته، أفاذ، يونس لوكيلي، الباحث في علم الاجتماع، موقع الدار بوجهة نظره حول هذه الحملات، التي بات يعرفها المغرب خلال الأونة الأخيرة، من زاوية سوسيولوجية، وقال في هذا الصدد، إن " قضية حملات "ارتداء الحجاب" على الشبكات الاجتماعية ليست بالجديدة، لأنه بين كل فترة وأخرى تنتشر مثل هذه الحملات بمبادرة من صفحة من الصفحات، التي تعكس انتشار الخطاب السلفي الشائع داخل الشبكات الاجتماعية". وأضاف السوسيولوجي، في هذا الصدد " وهو يعكس الواقع الاجتماعي، الذي تسود فيه ذهنية سلفية"، موضحا بأن " السلفية هي أيديولوجيا تسعى الى الانتشار، وأحد دلائل انتشارها، هو شيوع نمط مسلكياتها في المجتمع، الذي هو الحجاب"، مبررا ذلك بأن هذا الأخير له دلالة أساسية في الصدد. دائما التيارات السلفية والحركات الاسلامية عموما اعتبرت الحجاب علامة على نجاح مشروعها الديني في المجال الاجتماعي. وحتم حديثه، بأن هذه التيارات دائما " تستعمل المتاح من الوسائل لنشر أفكارها، لتأصير واسع لوسائل التواصل الاجتماعي'، مشددا على أن هذه الحركات أصبحت "على محك الواقع"، وتجلى ذلك في دعواتها التي تعب عن الذهنية السلفية المُقاوٍمة لأي تغيير اجتماعي أو تحديث فكري". وفي تعليقها حول الموضوع قالت الحقوقية خديجة الرياضي، في تصريح لموقع "الدار" أن : " كل من يريد أن يختزل المرأة دائما في البيت واللباس واخراجها من المجال العام ومن المشاركة العامة، ويساهم في إهانة المرأة ويدعوا إلى العنف، ويبتغي ارجاع النساء إلى مجتمعات متخلفة، فهو مرفوض ومدان حقوقيا". لذا، حملت الرياضي، في هذا الصدد، الدولة مسؤولية "جميع أنواع العنف التي باتت تتعرض لها المرأة داخل وسائط التواصل الاجتماعي"، معتبرة بأن الدولة، في شخص الوزارة المكلفة بالشؤون الاجتماعية والمرأة، لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية والوطنية المتعلقة بحقوق المرأة، وتشجع على الثقافات المساواة وثقافة التهكم على الحق في الحرية، وكرامة النساء". ويذكر، أن المغرب شهد السنة الماضية حملة مماثلة لحملة " الحجاب_رحمة_وطاعة" ، تحت هشتاغ " كن رجلا وماتخليش العيالات يخرجو عريانات" تحت الشباب على منع النساء من ارتداء البيكيني أو ملابس قصيرة خلال ارتيادهن الشواطئ، وأثارت ردود أفعال متباينة.