اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، موسكو باللجوء إلى «الرعب النووي» والسعي «لتكرار» كارثة تشيرنوبيل بقصفها محطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا، في حين حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أنّ تصرّفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «المتهوّرة» يمكن أن «تهدّد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها». وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو نشرتها الرئاسة الأوكرانية: «ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنّها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة تلجأ الآن إلى الرعب النووي». وأضاف أنّ «أوكرانيا لديها 15 مفاعلاً نووياً. إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتمّ إخلاء أوروبا». وحذّر الرئيس الأوكراني من أنّه «فقط تحرّك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية. يجب أن نمنع أوروبا من الموت بسبب كارثة نووية». وذكّر زيلينسكي بأنّه بسبب كارثة تشيرنوبيل في 1986 «مئات الآلاف عانوا عواقب، وعشرات الآلاف تمّ إجلاؤهم. روسيا تريد تكرار ذلك، وهي تكرّره الآن». وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت أنّ قصفاً روسياً استهدف محطة زابوريجيا التي تضمّ ستّ مفاعلات ذرية، أسفر عن اندلاع حريق في مبنى للتدريب. ولاحقاً أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ أوكرانيا لم ترصد «أيّ تغيّر» في مستوى الإشعاعات في المحطة عقب القصف، في حين أعلنت السلطات الأوكرانية أنّها تمكنّت من إرسال فرق إطفاء إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، مطمئنة إلى أنّ السلامة النووية لهذا الموقع باتت «مضمونة». وبحسب زيلينسكي فإنّ دبّابات روسية هي التي قصفت المحطة. وقال: «تتمتع هذه الدبّابات بمناظير حرارية وبالتالي فإنّهم يعرفون ما يفعلون وكانوا مستعدّين له». وبعد أن أعلنت في بادئ الأمر أنّ القوات الروسية منعت فرق الإطفاء من الوصول إلى المنشأة النووية لإخماد النيران، قالت السلطات الأوكرانية: إنّ طواقم الإطفاء تمكنت من الدخول وباشرت بإخماد النيران. إلى ذلك، حذّر بوريس جونسون من أنّ تصرّفات فلاديمير بوتين يمكن أن تهدّد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها؛ وذلك بعدما قصفت القوات الروسية محطة زابوريجيا. وصرّح داونينغ ستريت: إنّ رئيس الوزراء قال: إنّ تصرّفات الرئيس بوتين المتهوّرة يمكن الآن أن تهدّد سلامة أوروبا بأسرها، مشيراً إلى أنّ جونسون سيسعى لأن يعقد مجلس الأمن الدولي في غضون الساعات المقبلة اجتماعاً طارئاً لبحث هذه المسألة. وأعلن مسؤول أمريكي أنّ الرئيس جو بايدن بحث هاتفياً مع زيلينسكي قضية استهداف المحطة النووية، وكان بايدن قد طالب موسكو بالسماح لفرق الإطفاء بالوصول إلى المحطة، لإخماد الحريق الذي اندلع فيها نتيجة تعرّضها لقصف روسي. وقال البيت الأبيض: إنّ بايدن حضّ روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة، والسماح لفرق الإطفاء وطواقم الإنقاذ بالوصول إلى موقع المحطة».