قبل نحو شهر من توليها الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الشهر المقبل، يحاول النظام العسكري الجزائري التحضير لهذه المهمة، حيث انعقد أمس الجمعة، اجتماع جمع مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن، بانكول أديوي، والسفير الجزائري بإثيوبيا مندوبها لدى مفوضية الاتحاد الأفريقي، الحمدي صلاح، بمقر منظمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. وتركزت المحادثات بين الطرفين خلال الاجتماع على العلاقات الجزائرية الأفريقية، كما تبادلا وجهات النظر حول قضايا السلم والأمن الأفريقية على غرار المسألة الليبية والوضع في مالي ومنطقة الساحل والصحراء، الى جانب نزاع الصحراء المغربية. وكدأبها في جميع الاجتماعات واللقاءات الافريقية، يحرص عسكر الجزائر على اقحام ملف الصحراء المغربية داخل أجندة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، حيث تبادل مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن، بانكول أديوي، بمعية السفير الجزائري، الحمدي صلاح، وجهات النظر حول نزاع الصحراء ومستجداته، والجهود الأممية لحله في ظل شغور منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة. و ظل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، طيلة 18سنة، يوظف ضد الصحراء المغربية، من طرف الجزائر، التي عملت على توظيف هذه الهيئة الافريقية لخدمة وتنفيذ الأجندات المعادية للوحدة الترابية للمملكة، والترويج لدور افريقي لحل نزاع الصحراء، وهو ما ترفضه المملكة التي تعتبر أن "الأممالمتحدة هي المخول لها حصريا رعاية حل هذا النزع المصطنع، و بأن آلية "الترويكا" آلية داعمة فقط لحل النزاع، كما أكدت على ذلك قمة نواكشوط سنة 2018″. وينظر المغرب بعين الرضا لإزاحة الجزائري، إسماعيل الشرقي، من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، كما تتطلع المملكة الى أن يعمل المفوض الجديد النيجيري، بانكول أديوي، على إعادة التوازن المختل للمجلس، وتصحيح الاعوجاج الذي طبع تعاطي هذه الهيئة الافريقية مع نزاع الصحراء". كما عبر المغرب عن رفضه الشديد للضغوطات التي حاول مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، بقيادة الجزائري، إسماعيل الشرقي، ممارستها من أجل خلق مسلسل مواز لمعالجة ملف الصحراء المغربية في ظل جمود المسلسل السياسي على مستوى الأممالمتحدة، وهو أمر ترفضه الرباط بالنظر إلى استمرار محور العداء، الجزائر-جنوب إفريقيا، في توجيه القرارات الإفريقية لدعم جبهة البوليساريو الانفصالية على حساب القضايا الرئيسية التي تواجه القارة.