تعد الفترة التالية للولادة، والتي تمتد إلى 6 أسابيع وحتى 6 أشهر أحيانا، من الفترات العصيبة التي تمر بها المرأة خلال حياتها، حيث تحدث العديد من التغيرات البدنية والنفسية الجذرية، وذلك أثناء التعافي من تجربتي الحمل والولادة؛ الأمر الذي يعني حاجة الأم خلال تلك الفترة إلى الكثير من الرعاية والاهتمام، لذا تتناول تلك المقالة دليلاً زمنياً للتعافي بعد الولادة من الناحيتين البدنية والنفسية على السواء. * الأسبوع 1 – الحالة البدنية بعد الولادة الطبيعية في حال حدوث ولادة طبيعية بالمستشفى، فإنه من المتوقع البقاء بها بعد الولادة لمدة يوم أو عدة أيام تبعا لحالة المهبل، حيث إنه من الطبيعي حدوث تقرحات بالعجان (المنطقة الواقعة بين المهبل والشرج)، بجانب حدوث نزيف ذي لون أحمر يتحول لاحقا إلى اللون البني كما بنهاية الدورة الشهرية. كما يتم الشعور بانقباضات في الرحم، خاصة أثناء إرضاع الطفل وذلك لمساعدة الرحم على الرجوع إلى حجمها الطبيعي قبل الحمل. – الحالة البدنية بعد الولادة القيصرية بعد الولادة بالجراحة القيصرية يكون التحرك أمرا صعبا كما يكون الجرح مؤلما، حيث تجد العديد من النساء صعوبة في القيام من السرير أو الرجوع إليه، إلا أن من الضروري القيام بالحركة ولو قليلا من أجل تجنب حدوث الجلطات. – الحالة النفسية يعد اليوم الثالث بعد الولادة تحديدا هو الأكثر صعوبة من الناحية العاطفية، وذلك بسبب انخفاض هرموني الأستروجين والبروجسترون بجانب الارتفاعات والانخفاضات المتتالية لهرموني البرولاكتين والأوكسيتوسين عند الإرضاع. الأمر الذي يفاقم من الشعور بالعديد من الانفعالات والمزاج غير المنضبط. – نصائح للمساعدة على التعافي بعد الولادة الطبيعية ينصح بوضع كمادات باردة على العجان، والشطف بماء دافئ بعد التبول. ينصح بتناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتسكين الألم بشكل مستمر. ينصح بشرب الكثير من المياه لتيسير إخراج البراز، وفي بعض الأحياء يمكن اللجوء للملينات وفقا لتوصية الطبيب. في حال الولادة القيصرية يجب العناية بالجرح وإبقاؤه نظيفا وجافا. ينصح بقياس درجة الحرارة عدة مرات في اليوم خلال الأيام الثلاثة الأولى لتشخيص وجود عدوى بشكل مبكر. * الأسبوع 2 – الحالة البدنية بعد الولادة الطبيعية قد يتوقف النزيف في بعض الأحيان، أو قد يستمر حتى الأسبوع السادس فكلا الأمرين طبيعي، وفي كافة الأحوال يجب ألا يكون النزيف غزيرا، كما تشعر الحامل بحكة في المهبل بسبب التئامه، وقد تكون هناك بعض الآلام في حال وجود خياطة جراحية، وكل تلك الأمور تعد علامات طيبة على الالتئام والتعافي. – الحالة البدنية بعد الولادة القيصرية برغم استمرار الشعور ببعض الآلام، تكون الحركة أسهل قليلا، كما قد تصبح ندبة الجرح مثيرة للحكة وذلك بسبب استمرار التئامها. – الحالة النفسية قد يكون هناك شعور بالحزن أو تكون الحالة المزاجية سيئة لدى العديد من الأمهات، وفي بعض الأحيان قد يحدث اكتئاب ما بعد الولادة، وفي حال الشعور بالقلق الشديد أو فقدان الرغبة في النوم والأكل أو الأفكار الانتحارية أو الرغبة في إيذاء الآخرين يجب اللجوء للطبيب فورا. – نصائح للمساعدة على التعافي في حال الرضاعة الطبيعية، ينصح باستخدام الدهونات المناسبة لمجابهة قروح الحلمات. يوصى بالحركة بشكل بسيط كل يوم كالمشي حول المنزل. يجب الحرص على تناول الطعام الصحي وبكميات كافية. * الأسبوع 6 – الحالة البدنية بعد الولادة الطبيعية في تلك المرحلة يتوقف النزيف، وتعود الرحم إلى حجمها الطبيعي قبل الحمل، وفي بعض الأحيان قد يعود النزيف بكميات بسيطة بعد عدة أيام من التوقف، وبدءا من الأسبوع السادس يمكن للأمهات ممارسة التمارين الرياضية والجماع، لكن يجب عدم الإسراع في القيام بذلك الأمر حال عدم وجود رغبة واستعداد. – الحالة البدنية بعد الولادة القيصرية تعود الرحم إلى حجمها الطبيعي، ويمكن ممارسة الرياضة والجماع وحمل أشياء غير ثقيلة، لكن يجب عدم الإفراط في تلك الأمور، وتختفي آلام الندبة لكن قد يستمر الشعور بالخدر أو الحكة حول مكان الجرح. – الحالة النفسية من الطبيعي الشعور بالإرهاق والتعب الشديدين، لكن في حال الشعور بالاكتئاب أو اليأس أو القلق يجب إخبار الطبيب بذلك خلال استشارة الأسبوع السادس، وأهم ما يجب إدراكه أن تلك الحالات النفسية يمكن علاجها حال تشخيصها. نصائح للمساعدة على التعافي في حال الاستعداد لممارسة الرياضة ينصح بالبدء بالتمارين الرياضية البسيطة مثل المشي مع تجنب الأنشطة البدنية العنيفة. يجب عدم الشروع في الجماع في حال عدم الشعور بالرغبة أو الاستعداد النفسي الكافي، حيث غالبا ما يكون الأمر مؤلما. ينصح بأخذ قيلولة والنوم متى أمكن ذلك حيث يكون الشعور بالتعب والإرهاق شديدا. * الشهر 6 – الحالة البدنية بعد الولادة الطبيعية بعد الشهر السادس يتم استعادة التحكم في المثانة بشكل كامل، كما قد تقل كميات لبن الثدي. ويصبح من المتوقع عودة الدورة الشهرية، إلا أن هذا الأمر قد يتأخر حتى مرور عام كامل على الولادة. – الحالة البدنية بعد الولادة القيصرية كما في الولادة الطبيعية، قد تقل كميات لبن الثدي، ويتوقع عودة الدورة الشهرية، إلا أن هذا الأمر قد يتأخر حتى مرور عام كامل من الولادة، وقد وجدت دراسة أن الأمهات اللائي ولدن عبر الجراحة القيصرية يكن أكثر شعورا بالتعب بعد 6 أشهر. – الحالة النفسية مع التعود على الأمومة وبداية نوم الرضيع لفترات أطول وبشكل أكثر انتظاما، من المتوقع تحسن الحالة النفسية بشكل إيجابي بعد الشهر السادس، وفي حال الشعور بأعراض الاكتئاب التالي للولادة يجب اللجوء للطبيب كما أسلفنا. – نصائح للمساعدة على التعافي تعد ممارسة التمارين الرياضية من الأمور المهمة للغاية، حيث إنها تساعد على تحسين كل من الصحة البدنية والنفسية. ينصح بشكل خاص بممارسة تمارين تقوية البطن للمساعدة في التغلب على آلام الظهر. * السنة 1 – الحالة البدنية بعد الولادة الطبيعية بعد مرور عام كامل من المفترض أن تشعر الأم بعودة حالتها البدنية إلى سابق عهدها مع وجود اختلافات كزيادة الوزن أو توزيعه بمناطق مختلفة، كما سيتغير شكل الثديين عما قبل الحمل وذلك سواء قامت بالإرضاع الطبيعي أم لم تقم. – الحالة البدنية بعد الولادة القيصرية ستختفي الندبة الخاصة بالجراحة القيصرية مع استمرار الشعور بخدر بسيط، وفي حال الرغبة في إنجاب طفل آخر سيصر غالبية الأطباء على أن تكون ولادته قيصرية؛ حيث ينصح باللجوء للجراحة القيصرية في حال كان الفارق بين ولادتين أقل من 18 شهرا، وذلك بسبب خطر حدوث تمزق الرحم أثناء المخاض والولادة الطبيعية. – الحالة النفسية يعتمد هذا الأمر بشكل أساسي على مدى تكيف الأم مع الأمومة وواجباتها، بجانب مدى الحصول على قسط كاف من النوم. – نصائح للمساعدة على التعافي الحصول على قيلولة متى أمكن أثناء نوم الطفل للحصول على نوم كاف على مدار اليوم. الحفاظ على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم. في حال الشعور بآلام أثناء الجماع أو تدلي المهبل أو سلس البول يجب استشارة الطبيب. المصدر: الدار- وكالات