كشفت دراسة حديثة أعدها "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، أن قطاعي النقل الجوي والسياحة تأثرا كبيرا بجائحة فيروس "كورونا" المستجد "كوفييد19″، و التداعيات الرهيبة التي تعاني منها شركات الطيران الأفريقية، ولا سيما الخطوط الملكية المغربية "لارام"، وعواقبها على القطاع السياحي. وقالت أمنية بوطالب، معدة الدراسة، في حوار مع موقع "التحدي"، إن "الأزمة في قطاع الطيران في أفريقيا ليست جديدة"، مشيرة الى أن القطاع يمثل ما يقرب من 5 ٪ من إجمالي حصة السوق. وسيتعين عليها مواجهة الاستراتيجية العدوانية للشركات الأخرى التي ترغب في النهوض بأي ثمن من عواقب الوباء. وأكدت الدراسة ذاتها أن هناك بعض شركات الطيران الافريقية أبانت عن "قصص "نجاح" في تدبير أزمة كورونا، كما هو الحال بالنسبة لشركة الخطوط الملكية المغربية أو الخطوط الجوية الإثيوبية، والتي وفقًا للخبيرة في العلاقات الدولية، "تمكنت من التخفيف من حدة الأزمة باختيار قرارات عبقرية". وأشارت الى أن الشركتين "لارام"، و "الخطوط الجوية الاثيوبية خسرت على التوالي 50 مليون درهم و 500 مليون دولار يوميًا بسبب تداعيات كورونا، ووجدت نفسيها في صعوبة كبيرة، غير أنها تظل قادرة على التعافي بخلاف الشركات الأخرى في القارة" . وبحسب الدراسة، من المتوقع أن تستعد إفريقيا لخسارة تبلغ 28 مليار دولار هذا العام من حيث الناتج المحلي الإجمالي دون احتساب خسائر الوظائف التي تقدر ب 3.1 مليون. بالنسبة للمغرب، "من المتوقع أن يسجل الأخير انخفاضا يتراوح بين 3 إلى 6.5٪ لعام 2020 ، وهو أكبر انكماش للناتج المحلي الإجمالي في السنوات ال 25 الماضية". وعلى الرغم من هذه الصعوبات، تعتزم شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية الحفاظ على أكبر عدد ممكن من الوظائف مع ضمان مصالح الشركة، ولتحقيق ذلك، "سيتعين على الشركة تخفيض نفقاتها قدر الإمكان". وفيما يتعلق بالسياحة المغربية، فقد تأثرت مثل أي مكان آخر في العالم، وسوف يتم الخروج من الأزمة ببطء، من خلال الاستراتيجيات والإرادة السياسية، تؤكدة دراسة مركز "السياسات من أجل الجنوب الجديد"، مشيرة الى أن تاثر القطاع السياحي شكل ضربة حقيقية للمغر ، الذي مثلت صناعته السياحة 6.9٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019.