في الوقت الذي من المنتظر أن يتم فيه رفع الحجر الصحي (باستثناء حدوث مفاجأة كبيرة) في ثلاث دول أخرى في العالم، بعد قيام عدد من البلدان بذلك، من المرجح جدًا أن يقوم المغرب بتمديد حالة الطوارئ الصحية لبضعة أيام أخرى، ليكون بذلك آخر دولة في العالم تفرض قيودًا صارمة. وتميز الأسبوع مابعد 4 ماي الجاري، برفع الحجر الصحي في عدة دول (الهند، إيطاليا، البرتغال، اليونان، تونس، ماليزيا، لبنان، إسبانيا …)، فيما قامت فرنسا يوم الإثنين المنصرم، بالرفع التدريجي للحجر الصحي، والذي كان قد أثار لغطا كبيرا في الأيام الأخيرة بسبب الأسئلة والمخاوف التي أثيرت بين المواطنين الفرنسيين مخافة أن يضرب فيروس "كورونا" المستجد بقوة من جديد. بعد ذلك بثلاثة أيام، اقتفت الجزائر حذو فرنسا، ورفعت الحجر الصحي، الذي سيبقى في السجلات القاتمة لوباء "كوفييد19″، كواحد من أكثر الفترات اضطرابا في الجارة الجزائر، منذ دخوله حيز التنفيذ في 24 مارس في ولاية البليدة. وأخيرًا، في اليوم التالي (15 ماي، سيكون دور اليونان هو السماح لمواطنيها بالتحرك بحرية في ظل ظروف معينة حتى أكثر صلابة من تلك التي اعتمدتها فرنسا لخطة رفع الحجر الصحي، مثل ارتداء الكمامات الواقية في جميع الأماكن العامة المغلقة ووسائل النقل العام. في انتظار التعافي جزئياً من عدد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد "كوفييد19 في المغرب بحلول ا20 ماي الجاري، (إذا لم يكن هناك تمديد آخر!) سيظل المغاربة، من جانبهم، يتعايشون مع هذا الحجر الصحي الصارم غير المسبوق في التاريخ المعاصر للمملكة، وهي فترة من أكثر الفترات صعوبة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في المغرب، بسبب تضرر حوالي 132000 (أي حوالي 60٪ من القطاع المهيكل)، وأزيد من 900.000 مستخدما توقفوا عن العمل و 4.3 مليون أسرة على الأقل محرومين من الدخل من القطاع غير المهيكل. ولازال الانتظار سيد الموقف في المغرب مع دنو أجل انتهاء المرحلة الثانية من حالة الطوارئ الصحية، المقررة في 20 ماي الجاري، اذ تشير كل المؤشرات المسجلة لحد الآن، بما فيها تزايد عدد الإصابات المؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد، الى إمكانية تمديد حالة الطوارئ الصحية في المملكة الى غاية 10 يونيو المقبل.