اعتبر عبد الرحيم غريب، الباحث في مجال "الحكامة الرياضة"، أن أغنية "في بلادي ظلموني"، التي يرددها جمهور فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، تقدم دليلا قويا على قوة إبداع "الإلتراس"، وتؤكد أن أعضاءها، ذوي مستوى عال، من بينهم شعراء وزجالين. وخلال استضافته في البرنامج الأسبوعي "مباشرة معكم"، على القناة الثانية، مساء أمس (الأربعاء)، للحديث عن "ظاهرة الإلتراس"، قال عبد الرحيم غريب، إن انتماء الشباب إلى الإلتراس "تحول إلى عقيدة"، موضحا: "نحن نتحدث عن ظاهرة، لكن بالنسبة لهؤلاء الشباب، الانتماء إلى هذه المجموعات هو نمط حياة أعمق بكثير مما نتصور". ومعلوم أن أغنية "في بلادي ظلموني"، حققت نجاحا كبيرا وشهرة واسعة، على الصعيدين العربي والدولي، ذلك أن الكثير من القنوات العالمية بثتها، واعتبرتها "صرخة من الأعماق"، لما لها من رموز وأبعاد اجتماعية وسياسية. الباحث في المجال الرياضي أشار أنه بالنظر إلى أن "الدولة أدارت ظهرها للشباب"، وبالنظر إلى "فسل السياسيات الموجهة إلى الشباب"، إضافة إلى عولمة الصورة وتحرير المشهد السمعي البصري، وعوامل أخرى كلها جعلت الشباب يجدون أنفسهم في "الإلتراس" أكثر من الأحزاب والجمعيات والنقابات، ولهذا السبب، يقول غريب، "أصبح هؤلاء الشباب مهووسين بالانتماء إلى هذه التنظيمات، وبالتالي لا شيء يحول دون حضورهم مباريات فرقهم، مهما كانت العوائق". وحول ارتباط "الألتراس" بأعمال الشغب التي تحدث، أحيانا، في بعض الملاعب الوطنية، قال الباحث الرياضي، إنه في بحث قام به بين سنتني 2006 و2013، شمل مشجعين ومتهمين بالشغب من مختلف المدن، خلص إلى أن 4 من 10 أشخاص مشاغبين لديهم انتماء لفصائل الإلتراس، أي ما معدله 40 في المائة. وفي دراسة أجرتها الباحثة في المجال الرياضي مريم حسيو، يقول عبد الرحيم غريب، نجد أن "انتماء هؤلاء الشباب للإلتراس، أهم عندهم من انتمائهم الديني"، موضحا: "هؤلاء الشباب يدينون بالانتماء للالتراس أكثر من انتمائهم للوطن ولعائلاتهم ولعقيدتهم". غريب قال إن هذه الفصائل توحد الطبقات الاجتماعية، بحيث أنها كما تضم أطرا عليا، من أطباء ومهندسين ودكاترة، تضم أيضا عاطلين وأميين ومن يشتغلون في مهن هامشية، أكثر من ذلك، فإن الشاب العاطل قد يكون قائدا للأطر العليا في المدرجات، حين يقوم بتوجيههم وتنظيمهم، وهذا الأمر لا يسبب أي مشكل بالنسبة للأطر العليا، لأنها تدين بالانتماء للفصيل قلبا وقالبا.