تختلف طرق التفكير بين الأزواج وتتفاوت درجة تفهمهم للأمور، بحيث يقع البعض في كثير من المشاكل المعقدة، التي يصعب حلها، نتيجة عدم معرفتهم بالمهارات اللازم اتباعها، لتفادي الوقوع في فجوة الاختلاف، وعدم مقدرتهم على موازنة الأمور، والتوصل إلى حل نهائي وجذري لتلك المشاكل، ومن أبرز الأدوات التي يفتقدها الطرفان، كما يقول الدكتور مدحت عبد الهادي خبير العلاقات الزوجية هو فن الاستماع، حيث يقوم كل منهما بفرض رأيه، ومعارضة رأي الطرف الآخر من دون إعطائه الحق في التعبير. هناك العديد من الخطوات التي يجب اتباعها من أجل التوصل إلى حل سليم للمشاكل المستعصية بين الأزواج، ومن أهمها ما يأتي: أولاً: يجب على كلا الطرفين تفهم الآخر، وشرح موضوع النقاش بكل هدوء، مع محاولة إزالة سوء التفاهم حوله. ثانياً: يجب على كلا الطرفين التحكم في التصرفات، والابتعاد عن المناقشة في حالة التوتر والعصبية، تجنباً لتفاقم الوضع أو الوقوع في الخطأ. ثالثاً: يجب على كلا الطرفين، عدم إقحام طرف ثالث بينهما، مهما كانت الأسباب. مهما تعددت واختلفت المشاكل الزوجية، إلا أن طرق حلها هي واحدة، فكل ما يحتاجه كل من الزوج والزوجة، هو الحرص على أن يكون الاحترام هو سيد الموقف، والالتزام بمبدأ الخصوصية، والتفهم وبذل كافة الطرق التي تعمل على الحفاظ على علاقتهما الشخصية ضمن الخطوط التي تضمن استمرارية الزواج، فكلما كان النقاش ودياً، ومبنياً على استماع كلا الطرفين لبعضهما، كانت نتائج الحوار خالية من المشاكل. اختيار الوقت المناسب من أكثر الأمور الحاسمة في تعلم كيفية مناقشة المشاكل الصعبة بين الزوجين، هي التوقيت، حيث ينبغي اختيار الوقت المناسب للمناقشة بعناية فائقة، بعيداً عن الأوقات التي يكون فيها الطرفان محاطين بأمور أخرى تشتت انتباههما، كما ينبغي تجنب أي نقاش فوراً بعد العودة من العمل، أو ممارسة نشاط رياضي، من أجل التفرغ للمشكلة وإعطائها الوقت الكافي لحلها بدون منغصات. إظهار التقدير ينبغي اختيار مكان هادئ، بعيداً عن الإزعاج، بحيث يتم فيه بدء النقاش، بهدوء ولطف، مما يسهل البدء في مناقشة المشكلة. الحفاظ على نبرة صوت منخفضة يساعد البقاء في حالة هدوء عند القيام بمناقشة قضية ما، بتفادي تفاقم المشاكل، والوصول إلى الحل بأسرع وقت ممكن، مما يحافظ على جو إيجابي، يشمل جميع أنحاء المحادثة، حيث يعكس استخدام الكلمات القاسية، واللهجة السلبية، في النقاش، مدى تعكر المزاج، وعدم القدرة على ضبط النفس، والتزام عدم الصراخ بين الطرفين. التركيز على المشاعر يمكن التركيز على المشاعر، وذلك عن طريق التحدث حول الطريقة التي تؤثر فيها المشكلة على أحد الطرفين، وعدم وضع افتراضات تخص أي طرف، عن طريق محاولة التعبير عن مشاعر الطرف الثاني، والتمسك بكلمة أنا أشعر، عند التحدث عن المشكلة، والابتعاد عن كلمة أنت دائماً، لأنها تشعر الطرف الآخر بشيء من الهجوم، والملامة، وتقلل من احتمالية فض النزاع. التمسك بوجهات النظر يمكن التمسك بوجهات النظر عن طريق البقاء ضمن الموضوع، واختيار بعض العبارات القصيرة، والمفهومة، والتي تقلل من حدة النقاش، وتضيق حجم المشكلة، بحيث يرغب الأطراف، وخاصة الرجال بالتطرق للموضوع الأصلي من دون مقدمات، أو التطرق لبعض التفاصيل الدقيقة، التي قد تزيد من حدة المشكلة وتفاقمها. الإفصاح عن الملاحظات إنه من الجيد قيام كل من الطرفين بالإفصاح عن الملاحظات المتعلقة بالمشكلة، وعدم فرضها على أحدهم، بحيث يعطي كل طرف وجهة نظره التي يراها، ويتم النقاش، إلى أن يتم التوصل إلى تفاهم. تأجيل المناقشة لفترة وجيزة من الزمن في حال تم الاحتدام في المناقشة، وبدء في التحول بالاتجاه السلبي، بحيث تحصل مشادات كلامية بين الأطراف، وتزيد حدة الانفعال والغضب، فإنه يلزم أخذ وقت مستقطع، أو تأجيل النقاش إلى أن تهدأ النفوس، ويعود الوضع إلى طبيعته. المصدر: الدار– وكالات