شارك المغرب، أمس الخميس، ممثلا في الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في الوفد الرفيع المستوى من العلماء المسلمين من عموم المذاهب، مصحوباً بقيادات دينية من مختلف الأديان، برئاسة أمين عام رابطة علماء المسلمين، الدكتور محمد العيسى، الذي زار موقع الإبادة الجماعية لليهود المعروف ب"الهولوكوست" ابان الحرب العالمية الثانية في منطقة "أوشفيتز" البولندية، وذلك بالتزامن مع إحياء ذكرى الهولوكوست. وزار الوفد متحف "بولين"، الذي يوثق تاريخ اليهود بهدف التعبير عن الشعور الديني تجاه الجرائم التي ارتكبها النازيون، وتأكيدا، أيضا، على رسائل رابطة العالم الإسلامي ضد العنف والكراهية والتطرف، وموقفها تجاه محرقة "الهولوكوست". محمد العيسى، رئيس رابطة العالم الإسلامي، أكد في تصريحات اعلامية أن هذه الزيارة لاتحمل أية دلالة سياسية مطلقا، لا تطبيع ولا غير تطبيع، بل هي تجسيد للقيم الإسلامية التي يعبر عنها علماء المسلمين تجاه جرائم إبادة اليهود في محرقة الهولوكوست، ويجب أن تفهم بهذا الفهم". وأكدت رابطة العالم الإسلامي على موقعها أن الزيارة تأتي ل"التنديد بكل عمل إجرامي أياً كان مصدره وعلى أي كان ضرره وأثره، وأن هذه هي قيم الإسلام، وعبر عن ذلك جمع غفير من القيادات الإسلامية من كبار العلماء الذين قاموا بهذه الزيارة". وأشارت الرابطة الى أن هذه الزيارة تأكيد كذلك على أن الموقف الإسلامي لا يحمل سوى قيمه الرفيعة المجردة، ليُعبّر عن عدالة الإسلام مع الجميع، وأنه دين رحمة وإنصاف، وضد كل ممارسات الشر"، مبرزة أن " هذا الموقف لا يقتصر على داخله الإسلامي فقط، بل يشمل الجميع فعدالة الإسلام ورحمته عامة"، تؤكد الرابطة. وأدى وفد علماء المسلمين قبيل مغادرتهم الموقع صلاة الظهر والعصر "جمعا وقصرا"، وفقا لحساب قناة "العربية" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كما سيزور الوفد موقع الإبادة الجماعية في سربرنتسا في البوسنة والهرسك، وذلك ضمن جولة دولية في عدد من المواقع التي تعرضت للظلم والاضطهاد، وذلك للتأكيد على التنديد بتلك الجرائم البشعة دون استثناء أي منها". وتعد هذه الزيارة الأولى التي تقوم بها منظمة إسلامية لمعسكرات "أوشفيتز" النازية جامعة تحت لوائها عددا كبيرا من العلماء المسلمين بهدف وقف كل الجرائم ضد الإنسانية حول العالم.