في ردها على الهجوم الإيراني بالطائرات المسيرة والصواريخ، ليلة السبت الماضي، استهدفت إسرائيل فجر اليوم الجمعة، بهجوم جوي مدينة أصفهان بإيران، حسب ما نقلته عدة منابر إعلامية إسرائيلية وأمريكية.
وفي الوقت الذي أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بسماع انفجارات وسط مدينة أصفهان، أكدت إيران عدم وقوع هجوم صاروخي أو تضرر المنشآت الحساسة، غير أن وسائل إعلام أميركية نقلت عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل نفذت ضربات انتقامية ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها، فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الموضوع.
وفي تفسير رسائل هذه الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، يرى محللون سياسيون، أن الهجوم الإيراني والهجوم الإسرائيلي المضاد يدخلان في باب "بداية الردع" ما بين طهران وتل أبيب، معتبرين أن رسالة هذا الهجوم هو التنبيه إلى "رسم حدود المصالح الإستراتيجية بين البلدين، والتي لا ينبغي المساس بها في المنطقة، والعمل على إيجاد بدائل عوض المواجهة المباشرة".
وفي حديثهم عن علاقة هذا الهجوم المتبادل بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استبعد محللون سياسيون أي علاقة لهذا الهجوم بما يجري بقطاع غزة، لأنه لو كانت لها علاقة لانطلقت هذه المواجهة على الأقل منذ شهور مع العلم أن غزة تتعرض لحرب إبادة منذ أكتوبر الماضي.
ولفت محللون سياسيون، إلى كل من إيران وإسرائيل أعلنتا أن رسالة هجومهما قد وصلت، مما يؤكد أن هدفها من هذا الهجوم لم يكن "ذا طبيعة عسكرية إستراتيجية، وإنما هدفا مرتبطا بالردع المتبادل بين البلدين"، بهدف رسم حدود لمصالحهما التي ينبغي عدم التعرض إليها مستقبلا، مستبعدين أي مواجهة مباشرة بين البلدين، خاصة أن إيران أعلنت أنها لا تعتزم الرد.
من جهته، قال دبلوماسي غربي، في حديثه لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، إن الدول الغربية سعت إلى توجيه رسائل إلى إيران عبر تركيا في الأيام القليلة الماضية تؤكد فيها دعواتها إلى التهدئة.
وأُرسلت الرسائل قبل تقارير عن أن إسرائيل شنت هجوما على إيران في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، والذي أشارت بعدها طهران إلى أنها لا تعتزم الرد.
وردا على سؤال عن الرسائل التي نقلتها أنقرة إلى طهران، قال الدبلوماسي الغربي "سعينا في الأيام القليلة الماضية إلى إرسال رسائل إلى إيران عبر تركيا وأكدنا بالتحديد على رسالة خفض التصعيد".