مع اقتراب موعد مناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية المزمع إقامتها في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة وبن جرير وتفنيت، خلال الفترة من 20 إلى 31 ماي 2024، التي سيشارك فيها أكثر من عشرة قوات عسكرية شريكة وعلى رأسها القوات المسلحة الأمريكية، يزداد منسوب تخوف وغضب القيادات الجزائرية من هذا التمرين العسكري الأكبر داخل القارة الإفريقية من ناحية تعدد الجنسيات. وتعتبر هذه "الأنشطة العسكرية" الموسمية للمملكة المغربية التي تقام على أراضيها الصحراوية مصدر قلق سنوي للجارة الشرقية، إذ عبر عبد القادر بنقرينة، الوزير الجزائري السابق، عن انزعاجه من هذه المناورات، داعيا "الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريز، بالتدخل من أجل عدم إجراءها في الصحراء لأنها تتعارض مع مسعى تقرير المصير".
في هذا الصدد، قال مسعود رمضان، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن "المغرب له الحق في إجراء أي مناورة عسكرية سواء على المستوى البري أو البحري داخل دائرة التراب الوطني، وهذا يعتبر حق سيادي تخول له القوانين الدولية"، مضيفا أن "التخوف الجزائري ناتج عن العزلة الخانقة التي أصبح يعيشها داخل القارة الإفريقية وخارجها".
وأضاف رمضان، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "طرد الجزائر من المنطقة الساحلية أزعج النظام العسكري التابع له، في الوقت الذي يتقوى المغرب ويتوغل داخل القارة الإفريقية، إضافة إلى تعزيز نفوذه بحلفائه الأقوياء وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي يعتبر شريك أساسي في مناورة الأسد الإفريقي".
وأردف أيضا أن "حلفاء الجزائر منهمكين في الحروب الإقليمية، ما جعل هذه الأخيرة ضعيفة على المستوى السياسي والدبلوماسي"، مؤكدا أن "المغرب أتبث للجميع عن جدارته السياسية وذلك عن طريق المشاريع والبرامج التي ينشأها داخل القارة الإفريقية".
وأشار رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن "الدولة تمارس سيادتها مثل جميع الدول، وأن المناورات تعتبر أنشطة عسكرية من حق أي دولة ذات سيادة القيام بها داخل ترابها، ولا يحق لأي جهة أخرى التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب".