على خلفية ما نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية، بخصوص اتجاه باريس نحو إعادة توازن دبلوماسيتها المغاربية لصالح الرباط، لا سيما في قضية الصحراء المغربية، بعد أن وصلت المصالحة مع الجزائر للطريق المسدود، قال أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، إن "المسألة ليست مفاضلة بين المغرب والجزائر".
وأضاف شيات، في حديث ل"الأيام 24″، أنه لا يتصور أن تتحدث فرنسا، التي كان لديها منذ زمن بعيد موقف متقدم من الحكم الذاتي، عن مسألة مفاضلة بين الجزائر والمغرب فرنسا، أي إنه إذا كانت علاقاتها جيدة مع الجزائر فإنها ستكون سيئة مع المغرب أو العكس.
وأكد أن المغرب لا يربط أيضا تحسين علاقاته بفرنسا بشرط أن تكون علاقاتها سيئة مع الجزائر، مبينا أن المقصود هو أن التقارب الجزائري الفرنسي في مرحلة من المراحل كان لابد أن يقوم على شروط جزائرية تتضمن بنودا معادية للوحدة الترابية للمغرب.
وأوضح شيات، أن هناك أزمة اقتصادية مستمرة بفرنسا حيث إن معدلاتها وأرقامها الاقتصادية لا تلبي شروط انضمامها للاتحاد الأوروبي، مستدركا: لكن أن تصير لقمة سائغة في يد الجزائر عن طريق ريع البترول والغاز على حساب مواقفها التاريخية فهذا الأمر لم يرتضيه المغرب.
وذكر شيات، أن فرنسا تشهد تقاطبا في ما يخص علاقات باريس بكل من الجزائر والمغرب بين تبارين، الأول يرى أن "علاقات فرنسا مع الجزائر مصلحية أكثر وفيها مزايا نفعية كثيرة ومزايا طاقية وربما تصدير السلاح وبصفة عامة مزايا قد تنقذ نوعا ما الاقتصاد الفرنسي المتدهور اليوم".
وتابع أن التيار الثاني هو تقليدي يرى أن فرنسا لديها قاعدة أساسية في شمال إفريقيا متقدمة جدا وهي المغرب، وأن هذه العلاقات ذات الطبيعة الاستراتيجية غير قابلة للتفاوض والتناقض مع أي جهة أخرى، وأنها علاقات مع دولة موثوق فيها ومتقدمة على مستوى الرؤى الإستراتيجية الإقليمية لاسيما في إفريقيا، مستدركا: لكن الرئيس الفرنسي كان قاصرا على تقدير هذه الرؤى الإستراتيجية ومقارباتها واختار الرؤية القاصرة في علاقاته مع الجزائر.
وسجل شيات، أن وصول العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى الجدار النهائي في وقت قصير هو أمر طبيعي، نظر لكون المنظومة السياسية الداخلية للجزائر قائمة على مفهوم العداء في اتجاهين أساسيين فرنسا والمغرب.