لم تسلم مرافق وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من وحشية الجيش الإسرائيلي الذي هدم حوالي 15 في المائة من منشآتها ومبانيها، وقتل ما يفوق 70 عاملا كانوا يقدمون خدمات إنسانية بمختلف الوسائل المتوفرة لهم، للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة. ورغم المضيقات والإعتداءات التي تتعرض لها وكالة الأممالمتحدة المختصة في تقديم الخدمات الإنسانية بفلسطين، ماضية هذه الأخيرة في مخططها الإنساني لتخفيف ثقل الحرب الطاحنة والضروسة التي يعاني من خلالها الشعب الفلسطيني، الذي مازال صامدا أمام مسلسل الاضطهاد والإبادة الإسرائيلية.
في هذا الصدد، قال كاظم أبو خلف، المتحدث بإسم وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، إنه "تم مقتل 72 من زملائنا إلى حد الآن، بمعدل شهدين كل يوم منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي"، موضحا أن اخر عامل تم قتله اسمه سمير الذي كان مسؤولا على سلامة وأمن الناس في أحد المناطق بغزة، راح ضحية الحرب هو وزوجته وأولاده الثمانية". وأورد كاظم أبو خلف، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "حوالي 44 مرفقا تابعا للوكالة ألحقته خسائر وأضرار بسبب القصف العشوائي الإسرائيلي، ونتج عن ذلك استشهاد 14 نازحا، وإصابة 309 من النازحين الفلسطينيين"، مؤكدا على أن الوكالة فقدت نحو 70 من عمالها، وهذه تعتبر أكبر خسارة في الأرواح منذ 70 عاماً".
وتابع أيضا أنه في "قطاع غزة تم تهجير حوالي مليون و400 ألف مواطن، بمعنى آخر تم تهجير أكثر من نصف الساكنة التي تقطن بقطاع غزة، أي أصبحوا نازحين في الداخل"، مبينا أن "أكثر من 600 ألف من النازحين استقرو في 150 مرفقا تابعا للوكالة".
وشدد الناطق بإسم أونروا أن "الوضع الإنساني لهؤلاء النازحين مزري للغاية، وأن رجال غزة فضلوا المكوث في ساحات المؤسسات التعليمية، أما النساء والأطفال ينامون في حجرات المدارس، في غياب المآكل والمشرب والغطاء والنظافة الشخصية"، مستدركا أنه "لا نستطيع أن نقدم خدماتنا الإنسانية في شمال قطاع غزة، ونقدر أنه هناك 160 ألف مواطن فلسطيني موجودين في 57 مأوى تابع للوكالة".
وأردف أيضا أنه "ليس لدينا تقديرات دقيقة تتعلق بالحاجيات اللازمة لسكان غزة في شمال القطاع، بسبب عملية الاخلاء التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي"، مضيفا أنه "حتى الآن ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، لم تدخل إلى غزة شاحنات الوقود على الإطلاق، علما أن القطاع يحتاج حوالي 160 ألف لترا كل يوم لمسايرة الأوضاع داخل المستشفيات".